جلستُ قبالةَ البحرِ: شعر : المايسة بوطيش – عين بنيان – الجزائر

المايسة بوطيش

 

جلستُ قبالةَ البحرِ

وأخذتُ في البكاءِ كما لو أنّي طفلةٌ

هل أنا الوحيدةُ التي يتملّكُها  الجزعُ؟

لِمَ توضعُ في طريقي العراقيلُ ؟

ولِمَ يُحوَّلُ مجرى مصيري؟

 

ال”هو” يثقلُ كاهلي بتقلّباتِهِ المزاجيّةِ

و”أناي” حزينٌ كئيبٌ يتخبّطُ بين أمواجِ الدّموعِ.

ما حيلةُ المرءِ حينَ يجدُ نفسَهُ عاجزًا مكبّلًا

 تتقاذفُهُ الظّروفً وتعبثُ به صروفُ الدّهرِ؟

 

كانتْ تأسرُني الدّهشةُ وأنا أرى المياهَ اللّعوبَ

تتصارعُ على الرّملِ،

ساعيةً  إلى تقبيلِ الصّخورِ

فتُعرضُ عن قُبلاتِها

فتعاودُ الكرّةَ

متهيّئةَ للعراكِ

لا تطلبُ إلاّ قليلًا من المحبّةِ.

لكن هل للصّخورِ قلبٌ وإحساسٌ حتّى تحبَّ؟

فتقذفُ بها على السّواحلِ كما يُقذفُ بالمهجّرينَ إلى المنافي

 

آه يا “أناي” لا تبكِ

فلا طائلَ من الدّموعِ.

هكذا خلقتِ الحياةُ

وكلُّ سيلٍ أخذَ مجراه.

الأنثى التي تسكنُني قميئةٌ ،ضئيلةُ القَدْرِ،

سلب إرادتَها الذين أهدتهم قلبَها

فأمعنوا في تحطيمِهِ

كلّما ومضَ في سمائِها بصبصُ أملٍ

دافعينَ بها المنفى.

 

يأ أيّها الشّاطئُ الذي أجلسُ على رملِهِ الآنَ

وغناءُ النّسيمِ يؤجّجُ جراحي التي لم تبرأْ

خذْني على جناحيْكَ

وابتعدْ بي  آلافَ الأميالِ

وغيّرْ  مجرى مصيري.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*