الشّيخُ والزّمنُ : شعر : عبد اللّطيف البحيري – اليوسفيّة – المغرب

عبد اللّطيف البحيري

 

يبسطُ زهيدَ أحلامِهِ

على رقعةِ شطرنجِ الزّمنِ

فلا تُرْجِعُ منها المحاراتُ

المتناثرةُ على الشّاطئِ الرّمليِّ

إلاّ  خافتَ الأصداءِ

 

يجرُّ السّنينَ متثاقلاً  دونَ توقّفٍ

دائمَ الاعتقادِ أنّ الوقتَ الطّيّبَ لا بدَّ آتِ

مطاردًا الأحلامَ نفسَها

دونَ فكاكٍ  وبلا رويّةٍ

 

في شبابهِ القصيرِ الخاطفِ

ظنَّ للحظةٍ

قبلَ أن تتبخّرَ أحلامُهُ

أنّ الوقتَ قد حلَّ

 

ليشمّرَ عن ساعدِ الجدِّ

عندما تشرقُ الشّمسُ

ويلتحقَ بشقّتِهِ

 

ثمّ حينَ يطلعُ القمرُ

يلتحقُ بابنهِ الشّقيِّ.

 

ينهضُ كلَّ صباحٍ

يداخلُهُ الإحساسُ نفسُهُ

بأنَّ الزّمنَ يسلخُ

هاماتِ الأوقاتِ التي بها يحلمُ

 

وفي صباحٍ من الصّباحاتِ

قبلَ أن تُتمَّ السّاعةُ الرّمليّةُ دورتَها

قضي الشّيخُ الباسلُ  نحبَهُ

دونَ أن ينعمَ لحظةً بوقتٍ طيّبٍ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*