مُنذُ آخِرِ نَصٍّ: ريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية

ريتا الحكيم

 

مُنذُ آخِرِ نصٍّ بلّلتُهُ بِريقِ انتظارِكَ

وأنا لستُ على أهبةِ التّاريخِ والجّغرافيا

ماذا تفعلُ امرأةٌ مثلي 

تحبسُ أنفاسَ الغيمِ وتعصبُ عينيْهِ

في محاولةٍ منها لتجفيفِ جنونِها 

جنونِها الذي واجهتْ بهِ ذاكَ النصَّ، بلكمَةٍ على فَكّيْهِ

فسقطَ صريعاً على مَدْرجِ الوقتِ الضّائعِ

بينَ قُبلتينِ؛ ليصلَ إليكَ بالبريدِ العاجلِ مُنهكاً

مُلحِدةٌ أنا، لا أؤمنُ بكتبٍ سماويّةٍ، تجعلُنا نبدو بعينِ المطرِ نصّينِ عدوّينِ،

يتقاتلانِ خارجَ أسوارِ القصيدةِ 

أحدُهما اقتبستَهُ أنتَ مِنْ شاعرٍ مغمورٍ

والآخَرُ، ما زلتُ أعملُ عليهِ ليبدوَ كصراطٍ مُستقيمٍ

أنا امرأةٌ تعتصرُ رغبتَها الجامحةَ لتُطفئَ بها

أتونَ شرقيّتِكَ اللاّذعةِ وتمضي قُدُماً

عليكَ أنْ تبقى على الحِيادِ

كنجمٍ ينأى بتَوَهّجهِ كي لا تطالَهُ هلوستي لحظةَ نَزَقٍ

دَعْني أفردُ للحبّ جناحيِ القصيدةِ 

بعدَ اجتياحِها معَ حُشودِ النّساءِ اللّواتي تقمصّتُهنّ

منذ أوّلِ عهدٍ لكَ بطوفانِ اللّذغةِ 

وحتّى آخِرِ جفافٍ لي في حَلْقِ الكلمةِ.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*