شيءٌ من أطيافِ الذي كانَ : شعر : حسن حجازي – الدّار البيضاء – المغرب

حسن حجازي

هبْ أنّكَ تضعُ الآنَ رجلَكَ اليسرى 
عندَ عتبةِ سنواتِ السّيفنتيزِ
تدسُّ بين شفتيكَ حالما تصحو من نومِكَ السّيئِ
سجائرَ من نوعِ “lucky strike”
مصطفّةً الواحدةَ تلو الأخرى
داخلَ علبةٍ ذهبيّةِ اللّونِ
ما إن تنتهي من نفثْ دخانِها حتّى تقدحَ التّاليةَ
بنارِ تلك الولاّعةِ الذّهبيّةِ اللّونِ أيضًا
ترقصُ على إيقاعاتِ موسيقى “Elvis Presly”
المنبعثةِ من جهازِ الغراموفونِ
ترتدي سروالَ البلو جينزِ  “WRANGLER”
 تكوي بعنايةٍ قميصَكَ التّاهيتي المزركشَ ذا الياقاتِ الطّويلةِ
تنتعلُ حذاءَكَ الإنجليزيَّ الصّنعِ 
المميَّزَ بلونيْهِ الأبيضِ والأسودِ
تشربُ قهوتَكَ الإيسبريسو على عجلٍ
خشيةَ أن تتأخّرَ عن الموعدِ الذي َضربتَهُ لحبيبتِكَ
عندَ البابِ الخلفيِّ لدارِ الثّقافةِ
تتذكّرُ أنّكَ لم تشرعْ بعدُ في قراءةِ روايةِ
“الأميرُ الأعرجُ “لصاحبِها “ألكسي تولستوي “
بعد أن سرَقتَها أياماً قبلَ ذلكَ
من داخلِ المركزِ الثّقافيِّ الرّوسيِّ
تندفعانِ نحو بعضِكما بعضًا
وتنطلقانِ في تبادلِ القبلِ خلسةً كما العادةُ
وكما عادتُها دائماً تطلبُ منكَ 
أن تقلعَ عن التّدخينِ  وأن تعتدلَ في احتساءِ شرابِ “Black label”
تتفادى الإجابةَ متذرّعًا بأيِّ شيءٍ
 كأن تقولَ  مثلاً إنّ موعدَ فيلمِ “West side story” قد أزفَ
تحيطُكَ حبيبتُكَ بيديْها المتشابكتينِ

وتمضيانِ غيرَ عابئينِ بالزّمنِ
الذي كان يزحفُ بتؤدةٍ
من خلفِ موتوسيكلِ”SOLEX “
المنطلقِ حينَها صوبَ
قاعةِ سينما أو ركحِ مسرحٍ
أو مدرجِ كلّيّةٍ مأهولٍ بصخبِ 
السّياسةِ والبوليميكِ والإيديولوجيا.!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*