أنتِ أعمالي الكاملةُ : شعر : فواز خيو – السّويداء – سورية

فواز خيو

 

كذا فجأةً تشرقينَ

فينسابُ نهرٌ من الارتعاشاتِ بي

ويكتظُّ وجهي بلونِ التحفّزِ واللّهفةِ القاتلةْ

فأسندُ قلبي إلى موعدٍ سيجيءُ

كذا فجأةً تشرقينَ

—-

ليحفظكِ من لهفتي ،

أنتِ نهرٌ يشقُّ الحياةَ

فتحيا الحياةُ على ضفّتيهِ

هنا ينبتُ الطّيرُ ، والزّهرُ يفردُ أجنحةً

من ندًى ، ويغرّدُ ملءَ البراعمِ ،

تصطفقُ الأمنياتُ كأمواجِكِ الذّاهلةْ

كما العشبُ أنمو على ضفّتيكِ

تُبرعمُ فيَّ القصائدِ ، تخضرُّ أقلامي الذّابلةْ

فلا تسألي ما جديدُكَ سيّدتي ،

أنتِ أعمالي الكاملهْ

—-

كذا فجأةً تغربينَ

ليصبحَ وجهي مدًى من غسقٍ

فسبحانَهُ حينَ يخلقُ عصفورةً من نشيدٍ

ويخلقُ امرأةً من رحيقٍ

ويخلقني شاعرًا من رحيلٍ

 —–

هنا غابةٌ من نساءٍ

ولا امرأةٌ تلفتُ القلبَ حتّى أتيتِ

لأخْفقَ أنا كلّي ، كأنّي قلبٌ بلا جسدٍ ،

عذبةُ كالبكاءِ

وشفّافةٌ ، لا تميّزُها العينُ عن طيفِها

وتبسمُ همسًا

فمن طيفِها يرشفُ القلبُ قهوتَهُ في الصّباحِ

ومن أجلِها ؛ يتمشّى المساءُ صباحًا قبالةَ شبّاكِها ،

كي يشمَّ الهواءَ

فيغدو النّشيدُ :

مساءً يشّمُ النّساءَ

مساءً يشمُّ النّساءَ

 —

أنا أشعثُ الشَّعرِ والعمرِ والذّكرياتِ

فهذّبتِني بالعبيرِ

ولملمتِني بسمةً ، همسةً ، ثمّ جمعتِني في جسٍد

وعلّمتِني كيفُ أغدو نسيمًا يهبُّ على الشّرفاتِ

 —

أنا لم يعدْ بي دمٌ يا حبيبةُ ،

كيفَ تدفّقتْ بي ؟ ،

كيفَ ينسابُ وجهُكِ غيمًا ،

لينعشَ هذي الفصولَ الحليقةَ ، كيفَ ؟

 ولولاكِ ، روحي سحابةُ صيفٍ

هنا يولدُ الحلمُ أفقًا فسيحًا ، شفيفًا

ويصغرُ ، يصغرُ ، يغدو رغيفًا

وذي ناطحاتٌ من الحلمِ تهوي

ويكبو بنا القلبُ ، لا شيءَ ينهضُ ، إلاَ الجراحُ

وتنزفُ سرًّا

وأحلمُ أن أقتنيَ رخصةً للبكاءِ

فتبًّا لحلمٍ ،

إذا اتّفقَ الكونُ في لحظةٍ ضدَّنا

واختلفْنا علينا .

تعاليْ فوجهُكِ أفقٌ وثيرٌ ، لعينينِ مرهقتينِ

وصدرُكِ غمدٌ أثيرٌ لوجهي

وعيناكِ نبضُ الطّبيعةِ ، حيثُ الينابيعُ

والخضرُة الدّافئهْ

أنا النّرجسيُّ ، أرى صورتي فيهما ،

فكمْ اشتهي أن أقبّلَ وجهي بعَد غيابٍ

وكم أشتهي أن أقبّلَ وجهَكِ بعدَ عتابٍ .

—–

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*