حُبٌّ استثنائيٌّ لامرأةٍ استثنائيّة : شعر: علي كرامتي – قرطاج الياسمينة – تونس

10440744_10202055058498527_6455041167396508689_n

علي كرامتي

marie-andree-vip-blog-com-25826889vs1

 
عصفورتي الحسناءَ يا متنَ الهوى
ليلُ الـمسافة مدقعٌ ما بيننا
فمتى يُـطلُّ عليَّ من عينيكِ بدرُ اللّيلكِ
يستـفُّ عـتـمةَ خافقي
قبل انبلاجِ الحزنِ، قبل أفولِ صبري
و متى تطلُّ عليَّ غزلانُ الـمنى
لتحُذَّ شيئًا من لحاءِ تغرّبي
عن دوحةِ القلبِ الّذي لا تشعرينَ بأنّ خفقتَهُ لكِ
* * *
عصفورتي الحسناءَ يا أملي الْمُسيّـجَ بالحياةِ
يا رحلةً في أرخبيلِ الحبِّ ليس لها نـهايهْ
الحبُّ عندي شعلةٌ من موقدِ الرّوحِ
فـخذي حياتَكِ من أديمِ هوايَ
فأنا وهبتُكِ جذوةَ الدّنيا ..
و أعلنتُ انخراطَكِ في الوجودِ
مُذْ لامستْ كلماتيَ الحبلى هوى إيـمـاءَ قلبكْ
و سكبتْ طوفانَ الأنوثةِ بين جنبيْكِ
لـمّا لـمـستُ بعشقيَ الـمهووسِ باحةَ صدرِكِ
أهواكِ يا عصفورةً من سوسنٍ و ضياءٍ
يا موجةً من كوثرٍ يا برزخًا من أنجمٍ
يا غرّةً في وجهِ عشتارَ ..
و لحنًا من تراتيلِ السّماءِ
يا نبضةً من خفقِ قلبي و اختلاجًا في عيوني
أهواكِ حدَّ الـموتِ و الأنانيّهْ
و بكلّ ما في العمرِ من عبثيّةٍ و قرارٍ
فالسّحرُ يذبلُ إن تخطّى ضِفّـتَـيْ عينيكِ
و نوارسُ الأشواقِ لا تحسنُ التّحليقَ إلاّ في سماكِ
و أنا وحبّي لا نخاطرُ بالحياةِ
إلاّ على عتباتِ قلبِكِ أو حدودِ يديْكِ
فخذي فؤادي و اجتبيني حارسًا
للحبِّ عندَ حماكِ
فأنا خُلقتُ لكي أحبَّكِ، كي أظلَّ أحبُّكِ
و أعيشَ نجمـًا في مدارِ هواكِ
* * *
عصفورتي الحسناءَ يا قدري
لك من غرامي من دمي ما ليسَ لامرأةٍ سواكِ
لك خفقةُ الوجدانِ وحدَكِ
لك هسهساتُ الشّعرِ وحدَكِ
قدرٌ عليَّ هواكِ، ما أحلى القدرَ
لو كانت الأقدارُ مثلَ هواكِ
أهوى و حبّي في الهوى كالنّيلِ بين الأنهرِ
أهوى و قلبي كالرّياضِ البابليّهْ
و غرامي الغجريُّ جرحٌ في سلالِ دمي
أبدًا يعمّدُني بفاكهةِ الوفاءِ
* * *
عصفورتي الحسناءَ
يا من ترتدينَ سنا الصّباحِ وشاحًا
حبّي أناجيلُ وتوراةٌ و قرآنُ
و القلبُ مملكةُ الهوى و بدايةُ الغدِ قبلَ موعدِهِ
حُثِّي إليّ القلبَ إنّي في انتظارهْ
حُثّي إليّ القلبَ و استسقي هوايَ
و توسّدي قلبي و نامي و احلمي
اِستوطني جسدي، تـنامَيْ كالورودِ
إنّي فتحتُ منافذَ الصّدرِ المضرّجِ بالأبدِ
بوّابةَ القلبِ الـمسيّجِ بالطّفولهْ
حُثّي إليّ القلبَ إنّي أصطلي ألـمًـا
لكنّني أخفي مرايا الفجرِ بينَ ضلوعي
حتّى إذا سَرَتِ النّوارسُ في عظامي و ارتوى كبدي
رفّتْ نسائمُ وجهِكِ القدسيِّ في خدِّ الصّباحِ
و انهلَّ وجهُكِ هاميًا في خاطري
يسري على يُسرٍ
أنْداحُ في وهجِ النّبوّةِ ليلكًا و حياةً
* * *
عصفورتي الغرثى صباحًا و افتتانًا
أنتِ الصّباحُ و أنتِ آخرُ جذوةٍ للحبِّ
لم تَخـْبُ في ريحِ الشّجونِ
ستظلُّ ترتقُ فتقَ آلامي..
و تغزلُ بُـرْدَ أيّامي الّذي نخرتْهُ مِزولةُ السّنينَ
أنتِِ الصّباحُ و أنتِ آخرُ قطرةٍ من صبرٍ
لم يرتشفْها رملُ أحزاني
إنّي ثـملتُ من العذابِ و من عناقيدِ الوجعِ
و تخرّمتْ من رقصةِ الحرمانِ ذاكرتي
فتمدّدي في خيمةِ الحلمِ
و استجمعي ألمي و حبّي، أعتقيني
من رِبْقةِ الألمِ الّذي يصطكُّ في شرياني
* * *
عصفورتي الحسناءَ، يا أيقونتي النّبويّهْ
إنّي دعوتُكِ من ذُرى مقدوريَ الـمصفودِ
لتباركي حبّي الرّجيمَ العاريَ البوْحِ
لتجفّفي مستنقعَ المجهولِ من حولي
بحضورِكِ الطّاغي أيا شطرَ السّلامِ
يا زرقةَ البحرِ الـملثّمِ بالتّجلّي
يا فلذةَ الأفقِ الـمجصّصِ بالرّحيلِ
هذي زوايا معبدي الفجريِّ تسكرُ بالظّلامِ
فاستمطريني رُقْيةً من فجرِ عينيْكِ
أو زهرةَ اللّوزِ الّذي يجتاحُ قِـبْلَةَ وجهِكِ العذبِ
فلعلّني ألقى التّجدّدَ في مدارِ هواكِ
أو أستردَّ سواري العمرِ الشّريدِ ..
إذا ولجتُ حُدودَ دنياكِ
* * *
عصفورتي البيضاءَ يا محضَ افتتاني
ها  إنّ ثرثرةَ النّزيفِ توقّفتْ
عن رقصِها الـمرِّ الثّمِلْ
و تعطّلتْ في القلبِ بوصلةُ الـمنافي
لمّا رأيتُكِ ذاتَ شوقٍ عندَ ضاحيةِ الحنينِ
و أنا أسيرُ على رصيفِ الحلمِ معطوبَ الفرحِ
تجترّني طاحونةُ الألمِ الّذي لا يشتهي أحدًا سوايَ
ها إنّ نكهةَ جلّنارِكِ تستبيحُ عذابي
لـمّا طغتْ في خافقي الـموبوءِ رائحةُ اللّقاءِ
* * *
عصفورتي البيضاءَ يا نبضَ الجنونِ
لن أوقفَ السّفرَ الّذي في مقلتيْكِ بدأتُهُ
فهوايتي الفضلى مصارعةُ البحارِ
الانتصارُ على اللّيالي و البحارِ
فالقلبُ لا يرضي بغيرِ الحبِّ ..
و الإسراءِ في نزقِ الغرامِ
إنّي حشدتُ الحبَّ كلَّ الحبِّ في صدري
رقّيتُهُ فجرًا و لحنًا من تراتيلِ السّنونو
و رشفتُ شقشقةَ النّدى من حومةِ الـملكوتِ
و جعلتُ وجهَكِ قِبلتي الأولى..
زماني الأوّلَ الرّحبَ
فتوجّسي حبّي الّذي لا يشتهي امرأةً سواكِ
* * *
عصفورتي البيضاءَ يا كلَّ النّساءِ
لَهْوٌ هي الدّنيا بغيركِ و اغترابٌ
سيرٌ على دربِ الوجودِ بغيرِ أيّةِ غايهْ
يا مَنْ بحبِّكِ أستعيدُ وجودي
و أكدّسُ الدّنيا على صدري
و أظلُّ أزرعُ قبّةَ الدّنيا نجومًا
بهواكِ أعتقُ ما تبقّى من سبايا الحزنِ في قلبي
و أعيدُ ترتيبَ الزّمنِ
زمنِ الهوى زمنٍ مساحتُهُ الأبدُ
و سِواهُ أزمانٌ كَلاَ زمنٍ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*