صلاةٌ دونَ كاهنٍ في مملكةِ الحمقِ: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ- مونتبوليي – فرنسا

10819103_867561789942493_735761777_nstock-photo-2128399-balinese-temple-carving-2

 
قد أفقأُ عينَ الرّيحِ بوخزِ
سحابةٍ شاردةٍ
أصلُها نَفثةُ كاهنٍ
عمّرَ أطولَ شتاءٍ في
مُدرَّجاتِ الانتظارِ
يرتجي قدومَ الضّوءِ الباهتِ
لحرقِ آثارِ الأيّامِ التي خلتْ
يتسنّمُ ريحَ الفلاةِ من عُزوفِ
الأرواحِ عن الصّلاةِ
ليغرِّدَ وحدَهُ في سماءِ الانهيارِ
لعلّها الآلهةُ تمنحُهُ تاجَ المُلكِ
قد أركِّنُ خلوتي في تجاعيدِ الوهمِ
وأسيّرُني حاكمَ الدّمى المخلوعَ
ولا تحرّكني ابتسامةُ قاصرٍ
فألوي عيوني بجُرحِها في دهشتي
وأطبطبُ على ذراعِ العارفاتِ بحالي
حتّى يغارَ منّي الحريقُ
حينَها رفسةٌ محتمَلةٌ من ظلٌي
تقودُني إلى حالي …
لأذرفَ بقايا يقظتي في مِزهريّةٍ
وأعظّمَ شأنَ الحُلمِ
فربّما بفعلِ انسيابي في مغالطتي
أكونُ صانعًا لمتاهةٍ مقبلةٍ
قد أصحو على صفيرِ العاصفةِ
ونوافذي مُترعَةٌ على دمارٍ
فقدَري أن ألثمَ فراغًا يشدُّني لعتبةٍ
نثرتُ فوقَها حلمَ السّنينَ
قدري أن أفاجئَ الصّقيعَ ببياضِ المسافةِ
فيُمنايَ عادةً ما تشتهي نهايةَ التّلويحِ…
قد أكبَحُ شهوتي من غرور وردةٍ
أطهرَ لي من مُزحةِ الشّروقِ
وأقرفسُ وضعي بينَ زُقاقِ العثراتِ
حتّى تمرَّ مراسيمُ الرّعشةِ
فأمرّرَ أصابعي على وجهي مبلولةً بالتّرابِ
متهيّئًا لصلاتي بدموعي……
بوحشتي……….
بجنوني……
بقدرتي على الرّحيلِ في ذاتي
لأعظّمَ شأنَ الحُلمِ…
لعلّها آلهةٌ تمنحُني تاجَ الحمقِ
فأُسكِنَ الكهنةَ في مملكتي
لنصلّيَ معًا…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*