إلى صديقي الشّاعرِ محمّد الهادي الجزيريّ..: شمس الدّين العونيّ تونس

téléchargement

شمس الدّين العونيّ تونس

12799307_10206113965751391_754044878639640884_n

الشّاعرِ محمّد الهادي الجزيريّ.

 

لا عليكَ..تعِبَ الجسدُ ..لكنّ الفكرةَ تظلُّ ملوّنةُ بالنّشيد…ِ
ضااااااااااقت العبارة… لكنّني أقول :
سلامي إلى الوردة ترتاح قليلا من وجع الضّجيج و الكلمات و…و من تعب الرّحلة المحفوفة بالحُلم و الحنين..لم يكن للفتى الشّاعر غيرُ هذا النّشيد في هذه الأزمنة التّجريديّة..إذن ماذا يقول الشّاعر؟ ..هل يوقد جمر الكلام ؟..هل يقطف برتقال اللّغة؟ ..و هل يكون رسول كلمات..ليعرف سرّ الضّحك ؟..
لا عليكَ..تعِب الجسد ..لكنّ الفكرة تظلّ ملوّنة بالنّشيد ..كان السّفر مفتاحك في ليل الغرباء حيث لا أغنية باذخة و لا فسحة لتمجيد البهاء..نعم يتعب الجسد..الحواسّ..الدّماغ..الأفكار و لكنّها لا تملّ الحروف و لا تنحني معانيها العالية..أخي ” الهدهد ” موحشة هذه المدن و موجع نبضُها..و ثمّة …نعم …ثمّة أغنية في آخر النّفق ..ألم تقل لي ونحن نجوب خرائط الوطن الكبيرالمفتوح على الأكوان ..ألم تقل لي يا هادي … سنغني لها.. ؟
هيّا قُمْ و غنّ و اصدَحْ بالأمنيات..شفاك الله صديقي..لتعود سالما و مظفّرا إلى بيتك و أهلك و ناسك مدجّجا بالكلمات..و بالذّكرى.
آه ما أقسى الذّكرى..عد صديقي إلى ضحكتك الوارفة الظّلال..إلى قهوتنا الملّونة بالمدينة و ضجيجها ..إلى القصيد ..إلى شَجَننا العالي….

صمتُك هذا
أم تٌرجمانُ اللّغةِ
والأرضُ تعوي
مزهوّةً بالخرابِ…
بالأصواتِ الغريبةِ
بلهاثِ المعنى
حيث لا معنى
لغير الدمِّ
والدّمى الجاثمة
فوقَ الأجسامِ
والكلمات…
صمتُكَ هذا
أم غناءُ الطّفلِ الكامنُ في التّواريخ..
أقولُ “الطّفل” وأعني..
بَذَخَ الحدائقِ
وطنَ الكادحينَ
والفقرِ النّبيلِ..
وطنَ الطّوابيرِ المزدحمةِ بأشلاءِ الأحلامِ
وألوانِ الحُبِّ الدّفينِ
وطنَ الموتى
والشّهداءِ المنسيّينَ
وطنَ الجحافلِ.. تنهَشُ الأخضرَ واليابسَ
ووطنَ الزّرقةِ إذ تلوذُ بصمتِكَ الفاخرِ

هذا هو صمتُكَ
يدوّي في الأرجاءِ
مثلَ ضياعٍ عربيٍّ
يرتجي شيئًا
من لطفي
وحزني
وصمتي...

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*