صخورُ لاماسو*:عبد الله سرمد الجميل – الموصل- العراق

1890636_528456793920143_255598684_o

عبد الله سرمد الجميل – الموصل- العراق

téléchargement

 

 

الصّخرةُ الأولى:

 

يا ربُّ ،

كيفَ تستطيعُ صخرةٌ واحدةٌ فقط أن تكونَ دالّةً على قبرٍ جماعيٍّ ؟!

ومن هذا الباردُ اللاّمبالي الذي كتبَ عليها: هنا يرقدُ بسلامٍ قبرٌ جماعيٌّ ؟!

يا ربُّ ،

لو وضعْنا على قبورِ العراقيّينَ صخوراً لنفدَتْ صخورُ الأرضِ ،

يا ربُّ ،

كلُّ صخورِ الكونِ لا تليقُ بقبورِ الشّهداءِ ولو كانت ذهباً ،

يا ربُّ ،

أنا سأنزحُ فكيفَ أرزمُ قبرَ صديقي في حقيبتي ؟!

يا ربُّ ،

للمرأةِ الموصليّةِ معجزةُ الأنبياءِ ،

تحيي بدمعتِها من تشاءُ ،

يا ربُّ ،

اِجعلْ صخرةَ قبري عندَ موضِعِ رأسي وسادةً من حريرٍ ،

يا ربُّ ،

اكتبْ على صخرةِ قبري: وُلِدَ يومَ راودتِ القصيدةُ قتيلَها ،

يا ربُّ ،

لا قبرَ لمنارتِنا ،

لا قبرَ لمنارتِنا ،

 

الصخرةُ الثّانيةُ:

 

بأناملِ صانعِ الفخّارِ شكّلَ الهواءُ صخورَ نينوى ،

بماءِ الصحوِ مُلْتاثاً بطينةِ الربيعِ ،

فمنها الصّخرةُ المدلّلةُ الملساءُ ،

تأبى أن تكونَ مَقْعَداً لعاشقينِ فتُزحلِقُهما ،

ومنها الصّخرةُ الخشنةُ الصّلداءُ ،

تسيِّرُ جيشاً من الوردِ ضدَّ الشوكِ ،

ومنها الصّخرةُ الجوفاءُ ،

لإيواءِ بيوضِ حَيَوانٍ بريٍّ ،

ومنها الصخرةُ العلياءُ في السَّفْحِ ،

هيَ مَدْرَجُ مطارِ الصّقورِ ،

ومنها صخرةٌ في الصّحراءِ تغارُ من صخرةٍ في الماءِ ،

ومن الصّخورِ نساءٌ مَوْصِلِيَّاتٌ يتفجَّرُ منهنَّ الصَّبْرُ.

 

*لاماسو: الثورُ الأشوريُّ المجنَّحُ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*