أَتَذَكَّر

تجربتُنا الأليمةُ في جريدةِ “الأيّام” سنة 1971: محمّد صالح بن عمر

في نهاية سنة 1970 كان المرحوم محمود الزّغني – وهو كهل في الأربعين من عمره ، أصيل مدينة الكاف – صحافيّا بجريدة “العمل” لسان الحزب الحاكم ، الحزب الدّستوريّ ، حيث كان يشرف على الصّفحة المخصّصة لقضايا المحاكم . ذات يوم قرّر إحداث مشروع خاصّ .فاكترى التّرخيص القانونيّ لجريدة أسبوعيّة كانت تصدر في الخمسينات. وهي جريدة “الأيّام” وخصّصها أيضا لمتابعة ... أكمل القراءة »

خصائص اللّغة العربيّة(19): الأحرف التي تُرسم ولا يُنطَق بها

  هناك أحرف  تُزاد من دون أن ينطق بها المتكلّم . وهي التّالية   –         ألف ” مائة ”  سواء في حالة إفرادها أو تثنيتها   ( مائتان  – مائتين )  أو  رُكّبت مع الآحاد نحو :  سبعمائة . ولكنّها تسقط  عند  الجمع  نحو : مِئونَ – مِئينَ   –       الألف التي تلي واو الجماعة في الماضي والمضارع المنصوب والمجزوم  والأمر نحو : ضربوا –  لن ... أكمل القراءة »

محمّد رشاد الحمزاوي والحلمُ المستحيلً: محمّد صالح بن عمر

  أستاذي محمّد رشاد الحمزاوي هو، دون منازع ،المعجميّ الأوّل عربيّا.فهو الذي أدخل مادّة المعجميّة الجامعة التّونسيّة في نهاية السّتينات ودرّسها فيها وفي جامعات عربيّة أخرى طيلة عدّة سنوات.وقد نشر في هذا التّخصّص أكثر من خمسة عشر كتابا.وفي سنة 1983 أسّس مع بعض طلبته وزملائه “جمعيّة المعجميّة العربيّة بتونس”.وكنت واحدا منهم.. منذ أن بدأت أعرفه عن قرب سنة 1974لاحظت أنّ ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع النّاقد التّونسيّ الكبير أبي زيّان السّعدي(3)

  يتّضح إذن من المعطيات التي سُقناها في مقالنا السّابق أنّ أبا زيّان السّعدي كان ناقدا تقليديّا محافظا.لكنّ ذلك لا يقلّل البتّة من قيمة أعماله النّقديّة ،إذ ليس المهمّ في النّقد توجّهَ الكاتب في حدّ ذاته وإنّما مدى جودة أعماله بالقياس إلى المواصفات والمعايير الخاصّة بالجنس الأدبيّ الذي تتنزّل فيه.ومن هذه النّاحية بالذّات لا نَعَدَمُ أعمالا رديئة وأعمالا جيّدة سواء ... أكمل القراءة »

أمنية سمير العيّادي التي لم تتحقّق : محمّد صالح بن عمر

في سنة 2007 لقيت الكاتب الطّليعيّ المرحوم سمير العيّادي مصادفة في حافلة كانت متجّهة إلى العاصمة. فأعلمني بأنّه قرّر إصدار كتاب بمناسبة بلوغه سنّ السّتّين (إذ هو مولود سنة 1947) يتضمّن شهادات على شخصه من المثقّفين الذين عرفوه عن قرب في السّاحة الثّقافيّة .والتمس مني أن أسهم في هذا الكتاب بمقال .فوافقت .ثمّ كتبت هذا المقال القصير. لكنّ سميرا لم ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع النّاقد التّونسيّ الكبير أبي زيّان السّعديّ (2)

  لعلّ الصّورة التي رسمناها ، في الفصل السّابق، للنّاقد التّونسيّ المرحوم أبي زيّان السّعديّ هي الأولى التي   تضمّنت بعض  الإنصاف  له.وذلك  لأنّ اسمه اقترن دائما في الوسط الأدبيّ طيلة أكثر من نصف قرن  بالعنف اللّفظيّ.وهذه السّمعة ، سمعة الشّاتم بالفِطرة ،التي اكتسبها لم تكن مبالَغًا فيها ، إذ ما أندر الأدباء الذين لم ينالوا نصيبهم من أذاه، سواء أكانوا ... أكمل القراءة »

مقهى الصّفصاف بمدينة المرسى

مقهى الصّفصاف ( أي مقهى الحُور)العربيّ بمدينة المرسى من أجمل مقاهي ضواحي تونس العاصمة الشّماليّة وأقواها إيحاء بأجواء الماضي المنعش.وهو يستمدّ تسميته هذه من شجرة حور عملاقة يناهزعمرها الثّلاثة قرون .وخصوصيته الأولى هي ناقة تدور حول بئر فتدير بذلك ناعورة تُخْرج من البئر ماء. هذا المقهى ممتلئ على الدّوام بالزّبائن من الصّباح حتّى ساعة متأخّرة من اللّيل وتؤمّه خاصّة العائلات ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع النّاقد التّونسيّ الكبير أبي زيّان السّعدي(1)

  إنّ جلّ الكتّاب والمثقّفين الذين عرفوا النّاقد التّونسيّ أبا زيان السعدي وأدلوا بشهاداتهم عنه إنما احتكموا إلى طبيعة شخصه وسلوكه ولم يطلّعوا (أو اطلّعوا قليلا)على مؤلّفاته والحال أنّ إنصاف الرّجل يقتضي في المقام الأوّل فحص مسيرته النّقديّة وآثاره. فمن هذه الناحية كان أبو زيّان السّعدي ذا مسيرة تدعو إلى الإعجاب ،امتدّت على خمس وخمسين سنة ،من سنة 1959 إلى ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير أبي القاسم محمّد كِرّو (5)

بعد الخلاف الذي جدّ بيني وبين أبي القاسم محمّد   كرّو سنة 1989 بسبب رفضه توفير وسيلة نقل للمشاركين في ندوة منور صمادح بنفطة ثمّ في سنة 1990 حين لم أدرجه في مختاراتي  الشّعريّة التي صدرت عن مؤسّسة”بيت الحكمة” بقرطاج ،كانت القطيعة بيننا شبه كلّيّة .فكنّا إذا التقينا في الطّريق العامّ ، تجاهل كلّ منّا الآخر. ولكن في سنة 1997 فوجئت ... أكمل القراءة »

قمّرتُ من المواضعِ التي يشدُّني فيها الحنينُ إلى عهد طفولتي : محمّد صالح بن عمر

يسمّى هذا الموقعُ قَمَّرْتْ.وهو يوجد في أقصى شمال الضّواحي الشّماليّة لتونس العاصمة.في أثناء طفولتي بين الثّالثة عشرة والخامسة عشرة كنت أنتمي إلى منظّمة الكشّافة بمسقط رأسي قرطاج .وقد كانت تضمّ ثلاث مجموعات تسمّى”طلائع”(طليعة الأسُود – طليعة الغزلان- طليعة الخطاطيف) .وكنت قائدا لطليعة الخطاطيف .كنّا كثيرا ما نخيِّم في غابة قمّرت التي تبعد عن قرطاج قرابة السّتة كيلومترات مدّة أسبوع كامل ... أكمل القراءة »