أَتَذَكَّر

كيف جئتُ إلى هذه الدّنيا؟ : محمّد صالح بن عمر

ذات يوم من أيّام شهر تشرين الأوّل /أكتوبر 1947 قصد صالح -وهو شّاب في الخامسة والعشرين من عمره –الحنفيّة العموميّة الكائنة بالمدخل الشّرقيّ من قرية المعلّقة بقرطاج عند مقطع الطّرق المؤديّة إلى المرسى وأميلكار وقرطاج حنّبعل ودوّار الشّط ،ليتزوّد بالماء .وقد كان الابن الوحيد لأبويه ويعيش مع والدته حليمة وهي أرملة في الخمسين.فوجد عند الحنفيّة امرأة شابّة مطلّقة، في التّاسعة ... أكمل القراءة »

مدرستي الابتدائيّة : محمّد صالح بن عمر

من الأماكن التي أحسّ عند زيارتها اليوم بكثير من الحزن مدرستي الابتدائيّة الكائنة بقرطاج درمش التي حُوِّلت إلى معهد من معاهد التّعليم العالي.وهي في الأصل قصر للباي الوطنيّ المنصف(1881-1948) الذي كان يسمّيه الشّعب “سيدي المنصف” والذي خلعه المستعمر الفرنسيّ سنة 1943 ثمّ حبسه في واحة الأغوات بجنوب الجزائر قبل أن ينقله إلى مدينة بو بفرنسا حيث أقام إلى أن مات. ... أكمل القراءة »

دراستي في الكتّاب : محمّد صالح بن عمر

قبل دخولي المدرسة الابتدائيّة بقرطاج درمش ،درست سنتين بالكُتّاب حيث كنّا نجلس على الأرض فوق حصير من السّمار.وكنّا نُحَفَّظ القرآنَ الكريم عن ظهر قلب وفقا للطّريقة السّمعية الشّفويّة التي تقوم على الإعادة الجماعيّة لكلّ آية ينطق بها المؤدّب العدد اللاّزم من المرّات الضّروريَّ لرسوخها في أذهان كلّ التّلاميذ. كان مؤدّبنا يسمّى صالحا.وكان صارما وغضوبا، كما كان أعرج.لذلك ما إن يدخل ... أكمل القراءة »

قطار تونس – حلق الوادي – المرسى : محمّد صالح بن عمر

هناك خاصّية أخرى رائقة تختصّ بها جهتي الأصليّة ضاحية تونس الشّماليّة هي قطار تونس-حلق الوادي-الكرم TGM.وهو قطار كان حتّى سنة 1989 يجري على عجلات مُكَهْرَبة وقد أُلِّف اسمه من الأحرف الأولى لأسماء ثلاث مدن باللّغة الفرنسيّة هي تونس Tunis محطّة الانطلاق وحلق الوادي Goulette محطّة انطلاق المرحلة الثّانية والمرسى Marsa المحطّة الختاميّة.وقد مرّ اتّجاه السّكة الحديديّة التي يسير عليها بعدّة ... أكمل القراءة »

المقال الذي لم أنشره في أيّ كتاب من كتبي : محمّد صالح بن عمر

كان المرحوم صالح القرمادي (1933 – 1982)، أستاذنا في اللّسانيّات بكلّيّة الآداب والعلوم السّياسيّة بتونس في بداية السّبعينات ،جامعيّا منشقّا، إذ كان ، خلافا لمعظم زملائه، كثيرا ما يُرى في مقاهي العاصمة رفقة الشّعراء والكتّاب والفنّانين.ومن هناك غالبا ما كان ينطلق نحو الكلّيّة سيرا على قديمه إذا كان له درس و إلى هناك يعود بعد فراغه من إلقاء درسه. منذ ... أكمل القراءة »

ماذا كان بين الشّاعرين التّونسيّين الكبيرين نور الدّين صمّود والمرحوم جعفر ماجد ؟ : محمّد صالح بن عمر

في بداية السّنوات الألفين نظّمت مؤسّسة جائزة البابطين الكويتيّة بالاشتراك مع اتّحاد الكتّاب التّونسيّين ندوة بتونس العاصمة حول الشّعر العربيّ. ودعيت إلى المشاركة فيها بمحاضرة عن الشّعر التّونسيّ. فاخترت بتلك المناسبة أن أقيم مقارنة بين الشّاعرين الكبيرين جعفر ماجد ونور الدّين صمّود . بعد بضعة أيّام ليلة انتظام النّدوة هاتفت الشّاعرين وألححت عليهما في الحضور .لكنْ من الغد حضر نور ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير أبي القاسم محمّد كرّو (5)

  على الرّغم  من إعجابي بمسيرة مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير أبي القاسم محمّد كرّو وتفانيه في خدمة الأدب التّونسيّ ونزاهته وانفتاحه الفكريّ فإنّ العلاقة التي كانت قائمة بيننا لم تكن دائما على أحسن ما يرام بل شابتها  أحيانا بعض المصادمات  لأسباب شتّى . ففي سنة 1989 مثلا أبلغت اللّجنة الثّقافيّة الجهويّة بنفطة مؤسّسة “بيت الحكمة ” بقرطاج رغبتها في إعادة ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير أبي القاسم محمّد كرّو(4)

كان أبو القاسم محمّد كرّو قوميّا عربيّا حتّى النّخاع،يؤمن إيمانا عميقا بوحدة الثّقافة العربيّة .ولتعلّقه الشّديد بهذا المبدإ كان على استعداد دائما للتّعامل مع كلّ الأدباء العرب رجالاً ونساءً على اختلاف اتّجاهاتهم وسواء أكانوا موالين لأنظمتهم أم معارضين لها.ولكن على الرّغم من انفتاحه الفكريّ فقد كان عدد خصومه وأعدائه لا يكاد يحصى ،ككلّ العظام في كلّ زمان ومكان.ومن هؤلاء على ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير أبي القاسم محمّد كرّو(3)

  ذكرتُ في مقالي السّابق أنّي بين يوم الخميس الأسود 26 جانفي 1978  و”ثورة الخبز” التي اندلعت يوم 3 جانفي 1984 قد قطعت صلتي أو كدت بالأدب التّونسيّ .فلم أشارك طيلة تلك الفترة إلاّ في ندوتين وبدفع وطلب ملحّ من أبي القاسم محمّد كرّو : الأولى – وقد تحدّثت عنها سابقا- انتظمت بمدينة قفصة سنة 1980 ودار موضوعها حول “ترقية ... أكمل القراءة »

ذكرياتي مع مؤرّخ الأدب التّونسيّ الكبير أبي القاسم محمّد كرو(2)

    بعد يوم الخميس 26 جانفي 1978 الرّهيب الدّامي الذي لا ينسى والذي قضّيته بتونس العاصمة ، إذ أطلق فيه البوليس والجيش الرّصاص على المتظاهرين ،متسبّبين في سقوط أكثر من 400 ضحيّة ،قرّرت ألاّ أهتمّ  بالأدب التّونسيّ ،لآنّ الصّدمة التي تلقّيتها كانت عنيفة .فلم أكن أتصّور لحظة أنّه يأتي يوم ويرفع فيه تونسيّ السّلاح في وجه تونسيّ آخر. وفي ... أكمل القراءة »