في ذكراك : علي كرامتي – قرطاج الياسمينة – تونس

تصدير: إلى عاشق فلسطين محمود درويش

علي كرامتي


لَوْ أَيْنَعَتْ في الْقَلْبِ زَهْرَةُ نَرْجِسٍ
أَدْرَكْتَ أَنَّ الْمَاءَ يُمْكِنُ أَنْ يَسِحَّ مِنَ الْحَجَرْ
حَادَتْ عَنِ الْقَلْبِ الْمَشَاعرُ واعْتَرَتْها مَوْجَةُ السَّيْرِ الْبَطِيءِ إِلَى الْيَبَابْ
ريحٌ وأشْجَارٌ تَرَدَّدَ ظلُّها بَيْنَ الْقَرَارِ وبَيْنَ تِكْرَارِ الْفِرَارْ
لا ظلَّ تَحْتَ العَرْشِ يَحْمِي مَاءَك الْمُتَبَخِّرَ
والنَّخْلَةَ الورقاءَ والنُّوقَ العِشَارْ
سَفرٌ و يُوجِعَكَ الغيابْ
هِيَ لَعْنةُ الأشْيَاءِ تَسكُنُ وجْهَكَ الْمَرْقُوعَ..
تَنْمُو فِي مَفاصلِكَ الطحالبُ يَسْتَرِقُّـكَ حُبُّكَ الْعَيشَ الدَّفِيءْ
تَنْسَى مَوَاجِعَكَ الْقْدِيَمَةَ فِي عُيونِ جَمِيلَةٍ
جَاءَتْ بِهَا الرّيحُ الْعَقِيمُ إلَى الدّيَارْ
سَفَرٌ وتَطْويكَ الثَّنَايَا لُقْمَةً لا تُشبٍعُ
كَمْ خُطوَةً مَرّتْ ولَمْ تَتَبَقَّ آثَارُ الْمَسِيرُ
تَمْشِي ولا عَيْنَ وَرَاءَكَ تَدْمَعُ
حَزَنًا عَليْكَ ولا حَبيبَ يُودِّعُ
بابُ الْمُخَيّمِ فَاغِرٌ أَحْضَانَهُ، نَارُ الْمَوَاقِدِ أُطْفِئَتْ
سَقَطَ الْجِدَارُ عَلَى الْجِدَارْ
لا كُوَّةَ فِي السَّقْفِ يَدْخُلُ مِنْ مَدَارِجِهَا الْقَمَرْ
تَمْشِي وتَلْتَفِتُ الْتِفَاتَةَ عَاشِقٍ
فَتَرَى الدّيَارَ عَلَى الرُّبَا
أَضْغَاثَ أطْيافٍ تُحِبُّ ولا تُزَارْ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*