حوارات مجلّة “مشارف” : 15- مع الشّاعرة الإيرانيّة ساناز داود زادة فر

ساناز داود زادة فر

من هي ساناز داودزادة  فر ؟

ولدت ساناز داودزادة  فر بالأهواز (  إيران ). تقيم في العاصمة طهران.تزاول دراستها العليا في تخصّص علم النّفس .مسكونة منذ طفولتها بروح فنيّة عالية  .وهو ما جعلها تنشط على سبيل الهواية  في عدّة  مجالات فنّيّة   منها المسرح والرّسم وأداء الأغاني الإيرانيّة التقليديّة وحكاية القصص للأطفال وخاصّة الشّعر .تكشف قصائدها عن عقل متفتّح وروح نَهِمة الى ملاذّ الحياة على شاكلة الشّاعر الفارسيّ العظيم عمر الخيّام ، كما تشفّ عن عالم داخليّ فوّار يتداخل فيه  الواقعيّ والخياليّ  والواعي واللاّواعي تداخلا شديدا.أمّا أسلوبها فيتميّز بعشق المُفارق وغير المألوف  وبميل لافت الى البحث عن العدول المدهش.

 

السّؤال الأوّل :أنت إيرانيّة ولدتِ في إيران وفيها تعيشين .لكنّ الشّعر الذي تكتبينه باللّغة العربيّة قد وجد صدى حسنا في الأوساط الأدبيّة العربيّة.فهل للشّعر الذي تكتبينه بلغتك الأصليّة الفارسيّة صدى مماثل في بلادك؟

ساناز داود زادة فر :هذا صحيح …ولكن في ذات الوقت وحسب ما جاء في سؤالك ..أنا شاعرة أتطلّع إلى العالميّة وهذا أمر مشروع جدّا..لقد تُرجمت بعض قصائدي للاسبانيّة والفرنسيّة .وهذا دليل آخر …وكتابتي بالعربيّة تندرج ضمن هذا المفهوم ،فضلا  عن كون إيران محاطة من أغلب الجهات بفضاء عربي .فالتّأثر والتّأثير طبيعيّان ..وأنا معروفة في وطني ومقروءة بلغتي الأصليّة..ولا مشكلة عندي.

السّؤال الثّاني : تشاركين بانتظام في ملتقيات شعريّة بالبلدان العربيّة .ولم”ا كنت تلقين في هذه الملتقيات قصائدك العربيّة فما هو الإحساس بالانتماء الذي ينتابك في تلك اللّحظات : أتحسيّن بأنّك إيرانيّة أم عربيّة؟

ساناز داود زادة فر :الشّعر ينتمي بدرجة أساس إلى الإنسان .وهو ليس بيانا سياسيّا ولا  خطابة ذات محتوى قوميّ او دينيّ…ولغة الشّعر ومفهومه عابران  للحدود ولا يخضعان للمحدّدات ..وفي كلّ الأحوال أشعر أنّي شاعرة تنتمي إلى البشريّة جمعاء ، مع اعتزازي بهويّتي وجذوري.

السّؤال الثّالث : يكشف شعرك باللّغة العربيّة عن توجّه ليبيراليّ.فهل تعبّرين عن التّوجّه نفسه في قصائدك باللّغة الفارسيّة لا سيّما أنّ النّظام السّياسيّ في بلادك يقوده رجال دين يناهضون هذا التّوجّه؟

ساناز داود زادة فر :الشّاعر هو الشّاعر فكرا وإحساسا بالجمال ومعرفة وليس ثوبا وقناعا ..نعم اعبّر عن النّهج نفسه في قصائدي بالفارسيّة  ..ولا أتنّكر لمبادئي مع مراعاة الوضع العامّ وعدم الاصطدام بالمؤسّسة القائمة.

السّؤال الرّابع : نراك في صفحتك على الفايسبوك تنتقدين بشدّة النّظام السّياسيّ القائم في بلادك .فهل يمكن أن نستنتج من ذلك أنّ ثمّة اليوم في إيران جوّا من حرّيّة التّعبير ؟

ساناز داود زادة فر :الحرّيّة تنتزع انتزاعا ..لا ننتظر الحاكم ليعطينا صكوك براءة لما نكتب ..وإيران بلد عريق في الثّقافة ولا يمكن حجب هذا عنه…والمتتبع للثّقافة الإيرانيّة  اليوم يرى أنها لم تخلْ من أيّ لون من ألوان الفنّ  .ففيها الشّعر والمسرح والسّرد والسّينما والتّشكيل ومختلف الفنون.

السّؤال الخامس :  يجمع شعرك بين الواقعيّة والسّرياليّة ، بين الجدّيّة والفنظازيا ، بين اليقظة والحلم.فهل أنت واعية بهذا المَيَسانِ؟ و إلامَ مردّه في نظرك؟

ساناز داود زادة فر :الشّعر ليس وصفات جاهزة ولا يخضع  لشروط قسريّة ..الشّعر طائر يحلّق  في كلّ الفضاءات ..فالسّرياليّ هو الوجه الأخر للواقعيّ والجدّيّ هو الوجه الأخر للفنتازيا ..ولا حدود حقيقيّة فاصلة بين هذه الاثنين ..والشّعر هو الفارس المتحكّم  في ذاته وأنا واعية بهذا كلّ الوعي.

السّؤال  السّادس:ما دمت تكتبين باللّغتين الفارسيّة والعربيّة فهل تأثّرت بشعراء معيّنين في الثّقافتين’؟

ساناز داود زادة فر :أكيد ، لقد  تأثّرت كثيرا بمن سبقني من الشّعراء. فكلّ النّصوص في العالم ينهل بعضها من بعض  بأساليب إبداعيّة رائقة. والتّواصل هو أهمّ السّمات الحضاريّة …فقد تأثّرت بفرّوخ ودرويش وغيرهما…

السّؤال السّابع: تلقّيت منذ بضعة أشهر دعوة من مهرجان ستال بفرنسا وقرأت فيه قصائد ترجمتها لك في هذا الفضاء.فماذا كانت ردود فعل الجمهور الفرنسيّ على ما سمعه من شعرك؟

ساناز داود زادة فر :حينما قرأت قصائدي في المهرجان سررت كثيرا بردود فعل  الجمهور الحاضر لأنّه أعجب بشعري ..فشعرت حينها أن الشعر لغة عالميّة لا  تمنع مروره الحدود …كانت  حقّا ردود فعل  مشجّعة جدّا بعثت في نفسي الإحساس بالفخر والاعتزاز.

السّؤال  الثّامن: تتابعين القصائد التي نترجمها في هذا الفضاء لشعراء ينتمون إلى القارّات الخمس .فما هو رأيك في هذا التّبادل الشّعريّ على الصّعيد العالميّ؟ وهل تجدين فيها بعض الفائدة؟

ساناز داود زادة فر :هذا  مفيد بل ضروريّ ، إذ فيه  إطلالات من  حضارات  على أخرى وتبادل معارف وخبرات وتجارب . ففي ما تترجموه من قصائد إضافة ثقافية ممتازة.

السّؤال التّاسع:ما هي محاسن شبكة الفايسبوك وعيوبها في نظرك باعتبارك شاعرة؟

ساناز داود زادة فر :من أهمّ محاسن الفيس بوك سرعة التّواصل والانتشار ومن عيوبها فقدان الخصوصيّة وعدم الدّقّة والتّمييز.

السّؤال  العاشّر: ما هي مشروعاتك العاجلة والآجلة؟

ساناز داود زادة فر :أول مشروعاتي هي ديوان ثان وقصّة للأطفال ومسرحية و ترجمة ديوان شاعر إيرانيّ  إلى العربية و.و.و.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*