أنهى رحيلُكِ من قلبي السّلامَ : شعر: محمّد بن رجب- قليبية – تونس

محمّد بن رجب

 

كنتُ أبدًا شاعرًا

هل أكونُ شاعرًا للخرابِ والوعيدْ؟

هل أكونُ شاعرًا يتبعُني الغاوونَ المناكيدْ؟

ما كنتُ أبدًا شاعرًا

إنّما موتُكِ احتسيتُهُ كأسَا زؤامًا

فاستشاطَ دمي حزنًا

واستحالَ مُدامًا

ما سكرتُ

إنّما قطراتُ دمي في حلقي

طعمُها العلقمُ والصّديدْ

فهل هو عيد ؟

 

أنتِ أنتِ أزحتِ من عمري الغيومَا

واقتلعتِ من دربي الطّويلِ العثراتِ والأحجارَ

وارتحلتِ فأعادتْ فجيعتي الأحجارَ

هذا اليومُ سعيدْ ..

أغدقَ الأحبابُ فيه التّهاني

هل ذاك ما أريدْ؟

هل هو عيد؟

 

كيف يا موتُ أسعدُ بالعيدِ

وأسكنُ بلا حبٍّ دونَها قصرًا ؟

كيف يا موتُ أسعدُ بالعيدْ؟

ومن أنارتْ حياتي غيّبَها الموتُ قهرَا

وأسكنَها القبرَ؟

كيف يا عيدُ أرتعُ في حدائقِ الفرحِ

وفرحةُ العمرِ الجميلِ انطفأتْ قسرَا ؟

هل أبكيها؟

كيف أبكي سيّدةَ النّساءِ؟

يا كلَّ النّساءِ

يا وردةً كان عطرُها يفوحُ في كلِّ الأماكنِ

عبقتْ بها كلُّ الزّوايا ،

غمرَ أريجُها كلَّ الفضاء

وأسألُ أنا في عنادٍ وحنينْ

هل هذا يا ودادُ عيدْ ؟

 

أذكرُكِ طولَ عمري موجوعًا

إن طالَ عمري أو قصرَ .

أدعو لكِ من جوارحي كلَّ حينٍ

أدعو لكِ في صلاتي والسّجودِ

وأحنُّ إلى صوتِكِ الرّصينْ

وأسألُ في صدقٍ حزينْ

هل هذا يومي ؟

هل هو عيدْ؟

 

أذكركِ صباحًا يا ودادْ

أذكرُكِ نهارًا وكلَّ مساءٍ

أدعوكِ عُمرًا

أدعوكِ دهرًا

فانتظريني ليلاً

انتظريني فجرًا

يا سيّدةَ الكلِّ يا كلَ النساءِ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*