تحملُني الأقمارُ إليكِ : شعر : محمّد بن رجب – قليبية – تونس

محمّد بن رجب

 

الشّموسُ كانتْ كلُّها شموسي

تدعوني كلَّ يومٍ إلى التّحليقِ في الأفقِ

ما بعدَ المسافاتِ وأسيرُ إليها بنسائمَ تهبُّ منّي

يصرخُ الغريبُ في صدري

فلا يضيقُ وينزاحُ الظّلامِ

بتصاعدِ دمي نحوَ السّمواتِ

فتشرقُ في الحقولِ المرتجفةِهذه الأقمارُ

وينطلقُ في كلِّ الثنايا ذاك النّهارُ

لا يستسلمُ للطّامعينَ

ولا تسترخي فيه الشّرايينُ

بل، يا أنا، كم هي الشّرايينُ

تغلي تغلي في قلبي

كالرّصاصِ دونَ شموسٍ…

فالشّموسُ شموسي

وهي منّي تغارُ

من روحي يتضوّعُ أريجُ الأمكنةِ

وروائحُ الأبخرةِ..

 وينصاعُ لحبٍّ كبيرٍ ..

حبٍّ أسطوريٍّ لا تفضحُهُ أوراقُ الأشجارِ

ولا غاباتُ الصّنوبرِ

فهو حبٌّ ليسَ كالحبِّ

إنّه أكبرُ

فهل يطلُّ علينا الغريبُ

ليشرحَ لكمْ أسرارَ الآتي…

وتنطلقُ الأسطورةُ بصورِها المتخيّلةِ

و تخرجُ منها حقيقةٌ الأزلِ الشّاهقِ

يا أنتِأيّتها الأسطورةُ

في دمي تخرجُ منكِ الرّياحينً

فتأسرينهمْ ..كلَّهمْ

وينبهرُ بكِ العالمينَ

فكيفَ لا ترينني ساجدًا لكِ كالعاشقِ

وكيفَ لا يأتيكِ الرّعايا منشدينَ

أنتِ الملاكُ فيهمْ بل أنت مَلِكتُهمْ ..

أسلموا لكَ الدّهرَ كلَّهُ

وذبتُ أنا في حبِّكِ..

و في هذا الحنينِ

لا تخرُجي من دمي

عذابُكِ ألتذُّ به كلَّ ساعةٍ ..كلَّ حينٍ

 وأهديكِ شموسي كلَّها

وتحملُني الأقمارُ إليكِ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*