حَلُمَ البارحةَ بأوجاعٍ قديمةٍ : شعر : محمّد بن رجب – قليبية – تونس

محمّد بن رجب

 

باحتْ لي العصفورةُ بخبرٍ عاجلٍ

أوحتْ صادقةً أنّه خبرٌ يقينٌ.

قالتْ :

أخبرتْني نجمةٌ شاهقةٌ ذاتَ سماءٍ

في أفقِ المسافاتِ البعيدةِ

أنّها رأتْني في عوالمَ غائمةٍ لم تألفْها

هي كالأحلامِ الشّريدةِ

احتارتْ في وصفِها

هل هي البرزخُ بالجنانِ السّعيدةِ

أم هي الغيومُ المتفجّرةُ

في وجهِ تاريخٍ طويلٍ موجوعٍ

أو على كتابٍ قديمٍ

يحملُ حكاياتِ زماني

و قلبٍ طافحٍ بالوجدِ مفجوعٍ….

قالتِ العصفورةُ

نقلاً عن نجمتِها الفريدةِ

رحّبتِ السّمواتُ بالوافدِ المحلّقِ

بينَ الثّنايا السّرمديّةِ

في لباسِهِ الأبيضِ الأثيرِ

وسلّمته للخزّافِ

كان شاعرًا

أوصتِهُ خيرًا بلطفٍ كثيرٍ

كانَ يحبكُ ذاتَ أرضٍ

صاغَ منك أسطورةً شعريّةً

فانزرعتْ توّا شجرةٌ وارفةٌ

تفّاحًها يخطفُ العيونَ

اعتلتْها البلابلُ القزحيّةُ

وانطلقتْ في أناشيدِ المدحِ

مدحٍ للقادمِ الجديدِ

تسلبُ بحزنِها الغنائيِّ عقولَ الشّاردينَ

قالتِ العصفورةُ ..

نجمُك سطعَ فجأةً

وانبجسَ منه ضوءٌ أنار الحائرينَ

كانوا قادمينَ على أكفٍّ لا نراها

باحثينَ عن المصيرِ

كنتَ لا تبحثُ عن أمرٍ ولا جمرٍ

كنتَ واثقَ الخطوةِ تمشي

عيونُكَ أبرقتْ بنورٍ بهيٍّ

كانتْ هي .. نعمْ فعلاً

 هي بصوتِها السّنيِّ

هي تحتَ تفّاحةِ الانتظارِ

كانتْ ملاكًا أو هي ..كالملاكِ

وابتسمتْ وانفجرتِ السّماءُ بالنّجومِ

تلألأتِ الجنانُ بالحنينِ

وصفّقتْ طيورُ الحبِّ الكبيرِ

وغنّتْ للخلودِ

تلكَ السّماءُ سماكَ

فاقطفْ منها مباهجَ دنياكَ .

سرْ نحوَها ..

واقرنْ بهاها النّاصعَ ببهاكَ

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*