في هذا المساءِ : شعر : عبد اللّطيف البحيري – اليوسفيّة – المغرب

عبد اللّطيف البحيري

 

في هذا المساءِ  ليس الظّلام  شديدَ الحلوكةِ

اعترضتْني بين قاعةِ الاستقبالِ والرّواقِ

مرآةٌ باليةٌ

وأنايَ الآخرُ الزّهيدُ القَدْرِ

 

 

أستحثُّ الخطى

نحوَ دَرَجٍ يوتّرُ الأعصابَ

بقدرِ ما أصعدُهُ

يقشعرُّ جِلدي

 

على أنّي أقنعُ نفسي

بأنّي حقًّا في بيتي

بمنأىً تامٍّ عن كلِّ الشّكوكِ

بمنأىً تامٍّ عن كلِّ العراقيلِ

 

على مشارفِ طابقي الأوّلِ

يتعهّدُ ظلّي

دونَ سابقِ إنذارٍ ودونَ إسهابٍ

بحبسي في قفصٍ

 

أتخبّطُ دون جدوى

فالظلُّ الخادعُ يعدُّني دميةً

يتّخذُ هيئةً غائمةَ الملامحِ

ويفوّهُ في حقّي

بألفاظٍ تقطرُ سمًّا :

 

“يا أنتَ يا أيّها المهزولُ البائسُ

أتظنُّ أنّكَ تناضلُ لأجلِ أمثالِكَ؟

أولئك الذينَ ليسوا سوى تُفّهٍ أرْدياءَ

أولئكَ الذين كم يثيرونَ الشّفقةَ؟”

 

وفي انتفاضةِ  ذي الهِمّةٍ الأخيرةٍ

تتحدّى الذّاتُ العنيدةُ التي تسكنُني

الظّلَّ الفظيعَ الغبيَّ

وتكسرُ المرآةَ التي يرتادُها الشّياطينُ

 

وبخطًى ثابتةٍ،  هادئةٍ، واثقةٍ

أنشغلُ بإنقاذي السّابقِ لأوانِهِ

ناسيًا همومي التي لا تنتهي.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*