خصائص اللّغة العربيّة (4):من الأخطاء الشّائعة في لغتنا

 

1-   قول بعضهم : ” فلان  يَخلْطُ بين الذاتيّ وبين الموضوعيّ :

لا يتكرر الظرف ” بين  ” إلا إذا اتّصل بالثاّني ضميرٌ نحو : بيني وبينه .

لذا فالصّواب أن نقول هنا :

فلان يَخلْطُ بين الذاتيّ و الموضوعيّ  .

 

2-   هذه العادةُ عدّها البعضُ مُضِرَّةً :

 

جاء في لسان العرب  (  في مادة ب ع ض ):

استعمل الزجّاجيّ  ” بعضاً ”  بالأَلف واللاّم فقال: وإِنّما قلنا  ” البَعْض” و” الكلّ ” مجازاً وعلى استعمال الجماعة لهُ مُسامحة، وهو في الحقيقة غير جائز يعني أَن هذا الاسم لا ينفصل من الإضافة. قال أَبو حاتم: قلت للأصمعي :  رأَيت في كتاب ابن المقفع: ” العِلْمُ كثيرٌ ولكن أَخْذُ البعضِ خيرٌ مِنْ تَرْكِ الكلّ ” ، فأَنكره أَشدَّ الإِنكار وقال: الأَلف واللام لا يدخلان في بعضٍ وكلٍّ لأَنّهما معرفة بغير أَلف ولامٍ.وفي القرآن العزيز:  ” وكلٌّ أَتَوْه داخِرين ” ( النمل : 87 ) . قال أَبو حاتم : ولا تقول العرب الكلّ ولا البعض، وقد استعمله الناس حتّى سيبويه والأَخفش في كُتُبهما لقلّة علمهما بهذا النحو فاجْتَنِبْ ذلك فإِنّه ليس من كلام العرب.

فالأسلم أن نقول :

هذه العادةُ عدّها  بعضُهم مضرَّةً

 

3-   قول بعضهم : “خلاصة القول إنّ الاجتماعَ كان مفيدا ” :  

يقول  بعضهم :  ” وخلاصةٌ القولِ إنّ   الاجتماعَ كان مفيدا ” وفي ظنّهم أن  هذا الحرف المشبّه بالفعل ” إنّ ” متعلّق بلفظ ” القول ”  الذي تبدأ بعده وجوبا جملة جديدة . ولمّا كانت هذه الجملة الجديدة اسميّة فلا يجوز في اعتقادهم  أن يدخل عليها الناسخ الحرفيّ ” أنّ ”  لأنه لا يرد إلاّ في وسط الكلام  نحو : أرى أنّ النجاحَ سيكون حليفنا .

والحقيقة أنّ لفظ ” القول ” هنا يمكن حذفه فنقول ” والخلاصة أنّ الاجتماع كان مفيدا ” لأنّه حرف موصول يؤلّف هو وصلته ” الاجتماع كان مفيدا ” مركّبا  بالموصول الحرفيّ وظيفته خبرٌ للمبتدإ ” خلاصةُ القولِ ” .

لذا فالصّواب أن نقول : خلاصة القول أنّ الاجتماعَ كان مفيدا

4- قول بعضهم : “توقّف المؤتمر ممّا يدلّ على أنّ المشاركين انقطع حبل التواصل بينهم “ :

ممّا : تتألّف  في الأصل من حرف الجرّ ” مِنْ ” والاسم الموصول ” ما ” . وقد  أُدغِمتْ نون ” مِنْ ”  في ميم ” ما ” لأنهما  حرفان خيشوميّان  ينشأ عن تتابعهما في السياق الصّوتي  ثقلٌ . فإذا فكّكنا الإدغام  وقلنا ” مِنْ ما يدلّ ” تبيّن لنا أن التّركيب الذي نحصل عليه  لا معنى له في اللّغة العربيّة .

لذا ينبغي أن نقول ” وهذا ما يدلّ ” أو ” وهو ما يدلّ ” .

 

 

5-    قول بعضهم : “افتتح الاجتماعَ السيّدُ  الوزير والذي كان له لقاءٌ بجلّ الحاضرين منذ يومين ” :

المركّب الموصوليّ ” الذي كان له لقاء بجلّ الحاضرين منذ يومين ” نعت للفظ ” الوزير ” . ولا يجوز عطف النعت على المنعوت .

والصواب هو أن  تحذف الواو فنقول  :

افتتح الاجتماعَ السيّدُ الوزيرُ كان له لقاءٌ بجلّ الحاضرين منذ يومين :

 

6-     قول بعضهم : ” فلان في فترة نَقَاهَة ”  أي يتماثلً  من علّته :

لقد جاء في لسان العرب  ( مادة ن ق ه ):

ونَقِهْتُ الخبرَ والحديثَ، مفتوح مكسور، نَقْهاً ونُقُوهاً ونَقاهةً ونَقَهاناً وأَنا أَنْقَهُ. قال ابن سيده: نَقِهَ الرجل نَقَهاً واسْتَنْقَهَ :  فَهِمَ .

ونَقِهَ من مرضه، بالكسر، ونَقَهَ يَنْقَهُ نَقْهاً ونُقُوهاً فيهما: أَفاق وهو في عَقِبِ علَّتِهِ.

لذلك فالنقاهةٌُ هي الفهمُ  .أمّا التّماثلُ للشفاء فهو النَّقْهُ والنُّقُوهُ .

 

7-   يقول بعضهم : تغيّرتْ نتيجةُ اللّقاءِ في لحظةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ :

“لحظة ”  هي اسم مرّة من الجذر  “ل ح ظ”  . والفعل  هو ” لَحَظَ ” .ومعناه كما جاء في اللّسان : لحَظَه يَلْحَظُه لَحْظاً ولَحَاظاً ولَحَظَ إِليه : نظره بمؤخِّرِ عينِه من أَيّ جانبيه كان، يميناً أَو شمالاً .

ومن ثمة فإنّ اللّحظة لا تكون بديهيّا إلاّ قصيرة .

يضاف إلى ذلك  أنّ ” اللّحظة ” تتضمّن   معنى الحدوث في وقت وجيز . واستعمالها  على سبيل المجاز العقليّ  بمعنى الوعاء الزّمني الذي وقعت فيه ممكن .  ومن العبارات العربية  الشّائعة : أَسْرَعُ من طرْفةِ عين .

لذا يكون الصواب أن نقول :

تغيّرتْ نتيجةٌ اللقاءِ في لحظةٍ.

 

8- يقول بعضهم : لا يجبُ أن يستفزّ اللاّعبون الجمهور:

الوجوب ضدّه الجواز . فحين نقول ” لا يجبُ  هذا الأمرُ ” فمعناه أن هذا الأمر غير واجب أي  جائز  والحال أنّ المقصود هو عكس ذلك .

 

والصّواب هو :

يجبُ ألاّ يستفزّ اللاّعبون الجمهور .

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*