المطرُ: شعر: علي كرامتي – قرطاج الياسمينة – تونس

علي كرامتي

أحبُّ كثيرًا هطولَ المطرْ
وأن تتساقطَ زخّاتُهُ فوقَ رأسي
تُبلّلُ جسمي و تُوقظُ حسّي
وأن تتسلّلَ في مقلتي
مُوقّعةً فوقَ هدبيَ أحلى نغمْ
وأن تتسابقَ زخّاتُهُ
على وجنتيَّ
وتتركَ في إثرِها لونَ حلوِ الزّهرْ

أحبُّ كثيرًا هطولَ المطرْ
ليلتصقَ الثّوبُ منّي على بدني
وأن تعتريني ارتعاشاتٌ عِذَابٌ
إذا دبَّ موجُ البرودةِ بينً مسامِ إهابي
يُشيعُ السّعادةَ فيَّ و ينعشُ روحي
يعمّدُني من سَمومِ الضّجرْ
أحبّ كثيرا هطول المطر

و أشـتـمُّ رائحةَ الأرضِ مبلولةً بعدَ سطوِ الجفافِ
و أرنو إلى قُبلةِ الماءِ فوقَ خدودِ الشّجرْ
و أسمعُ ألحانَها السّاحراتِ
يردّدُها السّوسنُ البلديُّ النَّضِرْ
وتشدو بها قطّتي و صغارُ الخرافِ
فتورقُ شمسُ المساءِ حياةً
ويغفو على كتفِ اللّيلِ ذاكَ القمرْ
أحبُّ كثيرًا هطولَ المطرْ

وأعشقُ حدَّ الفنا الرّكضَ بينَ الثّنايا
وفي بِرَكِ الماءِ بعدَ هطولِ المطرْ
و أن يتطايرَ زخُّ المياهِ ورائي
وأن تتسلّلَ لي نُـطَفُ الطّينِ بين أناملِ رجلي
و أجري وراءَ قطيعِ السّنونو الـمسافرْ
وأنسى على ضفّةِ الدّربِ نعلي
وأركضَ حتّى يغيبَ قطيعُ السّنونو المهاجرْ
و حينَ يغيبُ


قطيعي الحبيبُ
أحسُّ بأنّ فؤادي الصّغيرَ انفطرْ
وأرجو بأن لا يطولَ احتباسُ المطرْ
أحبُّ كثيرًا هطولَ المطرْ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*