عطرُالغوالي: شعر: معن حسن الماجد – الموصل – العراق

أيّها المارّون عبر الأمسيــــــــاتِ

أمستِ الأضغاثُ أقصى الأمنياتِ

 

أيّها الفارّون من صمتِ الرّمـــادِ

ترشفون الدِّفءَ من بردِ الشَّتــاتِ

 

رجعُ أصداءِ الرّحيلِ المُستبــــــدِّ

لم يزل يعلو على أركانِ ذاتــــي

 

طائفٌ من شادياتِ الصّبح يغــدو

ينشد الأوراد في وادي الممـــاتِ

 

فارتدى وجه الضّحى لون الرقادِ

واكتسى الإصباحُ ثوب النّائحاتِ

 

مَدَّني حبرُ القوافـــــــــي أبحــــراً

واستعارَ الشّعرُ أقلامَ النُّحــــــــــاةِ

 

ما غشانا مثل ذاك البين يومـــــا

إن غشا يغشو ببعضٍ مارقاتِ

 

غرّبتْ نحو البوادي عابـــــراتٌ

أيقظت فينا نيامـــــــــــاً غافلاتِ

 

جنّةُ الأهواء ثكلى مُذ تَولَّـــــــوا

أدبرت فينا عجافا صــــــافناتِ

 

بغتةً شدّوا رحالَ العيرِ فجــــرا

فاستحالَ الفجرُ نعشاً في سِماتي

 

حيثما ولَّوا أُولّي قبلتــــــــــــــي

في زمان الرّوحِ أو عند الغــداةِ

 

ساهياتٍ في غمار السُّهد تلهــــو

ملءُ أحداقي سواقيها قناتــــــي

 

أمطرت عطرَ الغوالي أدمعــــاً

انبرى لي من رفاتِ الحادثــاتِ

 

نامتِ الأبصارُ في مهدِ البقايــا

واستفاقت في ظلالٍ طافيــــاتِ

 

بارقاتٌ من أثيرِ العابريــــــــــنَ

دغدغت نبضَ اللّيالي العاثراتِ

 

بلّغوا ركب الغوالي عيرَهـــــــم

تزرعُ الآثارَ فوق اليابســــــــاتِ

 

علّنا نغدو خماصاً ذات يـــــــــــومٍ

نستَشف الظّلَّ في أرضٍ فــــــــلاةِ

 

سَكرةٌ في ليلها كأسٌ تمـــــــــــــادى

في اجتثاثِ الصّبرِ من بردِ السُّبــاتِ

 

أسرفتْ في غيِّها بعض البلايــــــــا

واستباحتْ فرقتي دون التفـــــــــاتِ

 

أسلمتْ نفسي عُراها للأمانـــــــــــي

واستجدَّت سيرها بالعاديـــــــــــاتِ

 

ليتها تعدو سراعا صوب أمســـــي

تعتلي صهو اللّيالي الغابـــــــــراتِ

 

أيّها الغادونَ من سيلِ اشتياقــــــــــي

لَملِموا أطرافَ شوقي من فتاتـــــــي

 

أوقفوا جور الأماسي إذ تمــــــــادتْ

باحتلال الوجدِ من غفوِ السِّنـــــــاتِ

 

حمِّلوا نعشَ الأمانــــي فوقهــــــــــا

فاقذفوا في اليمِّ تابوتَ النجـــــــــــاةِ

 

 

 

 

                                              

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*