النّادلُ : شعر :عبد الله سرمد الجميل – الموصل – العراق

2015-635836355778060331-806_main

عبد الله سرمد الجميل

can-stock-photo_csp5545045

 

 

النّادلُ الأوَّلُ:                     

لأنَّ يدي مرفوعةٌ يتوهّمُ النّادلُ أنّي أطلُبُ شيئاً ،

لا يدري أنّها تخشَّبَتْ مُذْ لامسَتْكِ ،

أو أنّها لافتةٌ أعلِّقُ عليها صُوَرَ المطلوبينَ ،

أو أنّي أرفعُها عِوَضاً ممّنْ بُتِرَتْ يداهُ ،

*

النّادلُ الثّاني:

كلَّ مرَّةٍ أدخلُ فيها مَطْعَماً وحدي ،

أحجُزُ طاولةً بخمسةِ كَرَاسٍ لي ولعائلتي المخطوفةِ ،

*

النّادلُ الثّالثُ:

في المَشْرَحَةِ ،

عثَروا في مَعِدَةِ نادلٍ على مخالبِ قِطَطٍ معقوفةٍ ،

والتّشخيصُ: مَعِدَةٌ مَكَبٌّ لِفُضالاتِ الطّعامِ ،

*

النّادلُ الرابعُ:

كلّما فرِغَتْ كؤوسُ السّياسيّينَ ،

صبَّ النادلُ دماً ساخناً ،

*

النّادلُ الخامسُ:

همسْتُ للنّادلِ: خذْ لها قهوةً ولا تقلْ لها من المُرسلُ ،

حتماً ستعلَمُ أنَّي منْ أرسلْتُها ،

فلا أحدَ سوايَ في المقهى ،

عادَ النّادلُ بقُصاصةٍ كتبَتْ فيها: أنا عمياءُ ،

*

النّادلُ السّادسُ:

بينَما كنّا نتطايرُ من عَصْفِ الانفجارِ ،

صرخَتْ: هكذا أرغَبُ أن تحضُنَني أصابعُكَ ،

وأشارَتْ إلى نادلِ الشّاي خانة ،

وهو يحمِلُ عشرةَ أقداحٍ مع أطباقِها بيدٍ واحدةٍ ،

كنّا نتطايرُ أنا وهيَ والنادلُ من عصفِ الانفجارِ ،

*

النّادلُ السّابعُ:

أفلسَ جاري ،

باعَ كلَّ شيءٍ حتّى الصَحْنَ الأثريَّ الذي توارَثَتْهُ عائلتُهُ ،

باعَهُ لمطعمٍ يونانيٍّ ،

واستحلفَهم أن يُجمِّلوا بهِ واجهةَ المطعمِ ،

ليُكحِّلَ بهِ عينَيهِ حينَ يتسوَّلُ هناكَ ،

ها هوَ جاري يقفُ خلفَ الواجهةِ ،

ويراقبُ النّادلَ في عرضِ تكسيرِ الصّحونِ ،

ثمَّ يدخلُ المطعمَ ويمضُغُ زجاجَ الصّحنِ المهشَّمِ ،

فيتحوَّلُ إلى بيتِ نباتٍ زجاجيٍّ ،

تُواصِلُ فيهِ شجرةُ العائلةِ نُمُوَّها !

*

النّادلةُ الثّامنةُ:

عجباً كيفَ تَطْفَحُ كأسي الفارغةُ ،

حينَ تدنو هذهِ النادلةُ ويداها فارغتانِ ،

*

النّادلةُ التّاسعةُ:

–        إذن ماذا اخترْتَ سيّدي من قائمةِ ّ ؟

–        صابونةَ ركبتِكِ ،

*

النّادلُ العاشرُ:

صاحَ النّادلُ: لمن السَّيَّارةُ المركونةُ ؟

الحانةُ صاخبةٌ وصياحُ النّادلِ كصوتِ نملةٍ حُبِسَتْ في قدحٍ مقلوبٍ ،

–        لمن السَّيَّارةُ المركونةُ ؟

–        لمن السيَّارةُ ؟

–        لمن ؟

صوتٌ: صخبٌ ،

صوتٌ: نارٌ ،

صوتٌ: جثثٌ ،

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*