شكري قربانٌ للوطنِ (6\2\2013): شعر: زهور العربي – تونس

زهور العربي

 

جاحظةٌ عيونُ الشّفقِ،

قاطعَها النّعاسُ ،

ما زالتْ في محطّةِ الانتظارِ تجدّلُ أهدابَ اللّيلِ،

ترقبُ عودةَ ربّةِ الضّياءِ،

مشرئبّةٌ عيونُ الشّفقِ كأعناقِ النّخيلِ،

كعينيْ زرقاءِ اليمامةِ،

تؤنسُ النّوارسِ الغريبةِ،

تسرّجُ خيولَ الرّيحِ بالأمنياتِ،

الأفقُ شرّعَ بوّاباتِ الحدائقِ المعلّقةِ،

السّماءُ القنوطُ  تلينُ ،

 تعصرُ أثداءَ الرّحمةِ،

تخفّفُ بزخّاتٍ نديّةٍ لوعةَ المشيّعينَ،

تئدُ شرارة الغدرِ في الطّلقةِ الأولى ،

تشلُّ خطى الرّصاصِ المأجورِ،

تغزلُ من قطنِ الغيمِ رايةً للخلودِ،

والشّمسُ حسناءُ  تؤوبُ في هودجِ الرّحيلِ  

مضرّجةً بدمِ الأبرياءِ،

 تُذيبُ أصفادَ الخنوعِ،

تُكفّنُ هامةَ الفارسِ  بهالةٍ نورانيّةٍ،

وجهُ الفجرِ ينبلجُ  إشراقةً مبلّلةً بعرقِ التّعبِ،

 قوسُ قزحَ بألوانِهِ  السّبعةِ يتمدّدُ جسرًا للعبورِ،

من هنا مضى سقراطُ إلى حتفِهِ مبتسمًا،

مرَّ لوركا ممتطيًا غزالتَهُ الهاربَةَ،

مشى شيجيفارا مغتسلاً بعرقِ المزارعينَ،

من ذاتِ  الجسرِ الصّاخبِ بالحياةِ   

 مرَّ حشّادٌ  هاتفًا  “أحبّك يا شّعب”،

وها شكري بلعيد في عيدِ الشّهيدِ  قربانٌ للحقيقةْ،

على نفسِ الدّربِ ثابتَ الخطوِ،

“منتصبَ الهامةِ” يمضي

و أسرابُ الياسمينِ ثكلى

تنعى  جنائنَ ربيعٍ كاذبٍ

على نفسِ الجسرِ القزحيِّ استحالتْ أقدامُ ” زوربا”،

أجنحةٌ مارقةٌ

روّضتْ لوالبَ ريحٍ عاتيةٍ ،

من هنا ،

من هذا الدّربِ  

المحفوفِ براياتِ النّصرِ ،

الصّاخبِ بصيحاتِ الرّفضِ،

المسيّجِ بالأمنياتِ العصيّةِ،

المُسفلتِ بصوّانِ الّصّمودِ،

تعالتْ تراتيلُ البلادِ ،

معزوفاتِ رفضٍ على أوتارِ الجموحِ .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*