القبلةُ باردةٌ من عجوزٍ: شعر: عبد اللّطيف رعري – شاعر مغربيّ مقيم بمونتبوليي – فرنسا

عبد اللّطيف رعري

 

مَاذَا…؟

عَنْ حِبَالِنَا يَشْتَهِيهَا اللَّفعُ

وتَختَرِقُ الهَوَّةَ بِعُمْقِ العُمْرِ

دَوَائِرَ …دَوَائِرَ

عَلَى رُخَامَةٍ تَبرُقُ لِدَهَاءٍ مَاكِرٍ

رَاسِيةً عَلَى الوَمْضِ …

تَخْفِي الحِكَايَاتِ ….

عَن طَلعَةِ ذَاكَ القَانِطِ

الرَّاحَلِ…

صَوْبَ مُدَرَّجَاتِ الرَّعشَةِ

بِسُلْفَةِ الجَدَّاتِ قبَلَ حُلُولِ الجُوعِ   

تُقِرُّ تَارِيخَ المِيلَادِ

ونَكَبَاتِ الأجْدَادِ

مِنْ بَوَّابَةِ الفُصُولِ المُفْزَعَةِ

إِلَى ثمُودَ …وَعَادَ

لِشَمْعَدَانَ القُدْسِ وَطُرُقِ الأسْيَادِ

إلَى خَيالاَتٍ صَمّتْ الأدْرَاجَ …

وأبَاحَتِ الاسْتِعْبَادَ

قَبلَ فُتُورِ البَحْرِ عَلَى رَمْلٍ تَكَلَّسَتْ حَبَّاتُهُ

فَجَرَتْ عَبَرَاتُ الأحْدَاثِ علَى بَاطِلٍ

 مِنهُنَّ أمْوَاتٌ

وَمنهُنَّ مَنْ يَنتَظِرُ….

 فَكَلَّلتْهَا العَوَاصِفُ بِالشَّهَادَةِ

 وَرَاحَتْ نَوَايَا البَنَاتِ لِمَنْبتِ الصُّدَفِ

تَخْتَالُ الضَّحْكَةُ أمَاسِيَّ البِعَادِ

عَلَى ظَهْرِ كَآبةٍ

تَشُدُّ وَحْماً طَرِيدًاً

لِضِفْدَعَةِ المُسْتنْقَعِ

صَفْرَاءَ…عَارِيةً

إلِّاّ مِنْ نُتُونةِ الضَّجَرِ  

تَتَضَرَّعُ بَقَاءً مُخْتَصَراً

 بِبَابِ السَّاقِيةِ الدّامِيةِ

أوْ جُثَّةٍ هَامِدَةٍ

تَحْتَ رَحْمَةِ القَمَرِ

فَسَاعَاتُ الَّليْلِ عُمْرُهَا قَلِيلٌ….

 لِيَقينِّيةِ السَّوادِ التِّي مِنَّا

فَسَنَهْجُرُهَا ….

 ونَدُلُّهَا على  خواء ِطرقاتٍ رُصِّعَتْ بِالمَللِ

مَاذَا…؟

عنْ خِيَامِنَا…

 نُصِبَتْ علَى حَافةِ آخِرِ الحُلْمِ

بِتَعَاسَةِ الرِّجَالِ

 الوَرْدَةُ تَحْتَ قَدَمِ جاهلٍ …

نُصْرَةً لِوَهْجِ النَّظَرَاتِ الرَّحِيمة

 ثمّتَ الأيادي بِالعِناق ِ  

أمَّا رُبَانَا عَلَى امْتِدادِ حُلمِنَا سَتزهرُ…

وأنْوَارُنا عَلَى الدَّوامِ سَتَشتَعِلُ

القُبْلةُ بَارِدَةٌ مِنْ عَجُوزٍ.

والضّحكة ُخَادِعةٌ….

 بِثَوبِ إبلِيسَ شَمَّرنا عَلى سَواعِدِنَا

وتَعبُ السِّنينَ…

وَما أكثَرَ الأجسَادَ علَى حَصِيرٍ

مُرْهقَةٍ بِالأنِينِ.

فَارِغَةٌ شُرُفاتُ القلْبِ وهي تُطِّلُ عَلَى عِشْقٍ فَاشِلٍ.

وَالأمَلُ إلى حِينٍ …

حتَّى يَكبُرَ فِينَا

والقُبلةُ بارِدة ٌمِنْ عَجُوزٍ وَلَوْ صَلَبُونِي

عنْدَ بَوابَةِ المَدِينةِ العَارِيةِ.

فَسَاعَاتُ الَّليْلِ عُمْرُهَا قَلِيلٌ….

 لِيَقينِّيةِ السَّوادِ التِّي مِنَّا

فَسَنَهْجُرُهَا ….

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*