مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية :شعر :الهَمزةُ المُتطرِّفةُ

مازن أكثم سليمان

 

مَنْ ركَعَ أمامَهُم مُستغيثاً

كيْ يُجفِلوا باسمِهِ

طيْرَ الجَمالِ في لُغةِ العُيونِ..؟!!

 

ألديهم قواعدُ فَهمِ المساءِ

تقديمُ الرَّملِ، وتأخيرُ الوردةِ..؟!!

 

أم لديهم خرائبُ الإضافةِ إلى مَتاهةٍ

وشظيّةٌ في الحالِ المنصوبِ على شَفرةٍ..؟!!

 

_ كُلُّ الألفاظِ مُسَبَّقةُ الدَّفْعِ.

 

ولا أحدَ يُصَرِّفُ الفعلَ خُماسيَّ الجهاتِ…

أنّى يُجاوِزُ الاسمُ شُجُونَهُ..!!

 

المَعنى

ليسَ بقرةَ أحدٍ

فمَن سيخدَعُ الفراشةَ مُدّعياً

أنَّ لديهِ إعرابَ الملائكةِ للنّدى المُبهَمِ

وبناءَ الشّجرة على نردِ الأنينِ..؟!!  

 

_ كُلُّ الرّموزِ مُسَبَّقةُ الدَّفْعِ.

 

وهُنا في الأفئدةِ…

يفرزونَ الأحلامَ على الهُوِيّةِ

يستعملونَ الكونَ مِراراً، ثُمَّ يُصدِّرونَهُ شرائحَ

يُزخرفونَ الشّرحَ الوافيَ للبحرِ والحُبِّ والنّجومِ

فيسقطُ مِنْ يدِ طباقِهِم

نهدٌ..

ما زالتْ تغرفُ منهُ المُوسيقى مَواسِمَها المارِقةِ.

 

الشّاعرُ

-كإجاصةٍ وحيدةٍ في صحنِ قشّ –

لا يتوقّفُ عنِ مُصارَعةِ المَجازِ وحشاً يُمزِّقُ الـ DNA:

 

]مَنْ نامَ على وسادةٍ مُجنَّحةٍ

ليسَ كمَنْ نامَ بينَ قصيدتينِ تمضغانِ كلماتِ بعضِهِما[

 

/ تُعوِّضونَ عنِ المَجهول بقبضة بندقيّةٍ.. تُؤكِّدونَ أنَّ المَعرفةَ وجباتٌ سريعةُ التَّنكيرِ..

لا نبراتٍ ترونَها غير المَسحوقةِ تحتَ العجلاتِ.. لا حُروفَ جرٍّ تُودّي إلى المَهالكِ..

اللُّغةُ آمنةٌ مادامَ اللّسانُ آمناً، والدُّموعُ لا تغفو في الفواصلِ الدّاميةِ..

النُّقطةُ لم تنقلِبْ يوماً إلى نُقطتينِ، ولم تجِئِ الغُيومُ سرداً مُفكَّكاً تتباعَدُ في مَطرِها الاستعارةُ الحامضيّةُ..

وحدَها السّطورُ رسنُ الكتابةِ، والغدُ مُرجَأٌ دائماً../

 

_ كُلُّ الفَجواتِ مُسَبَّقةُ الدَّفْعِ.

 

تُهذِّبونَ أيّامَ الدَّخلِ المَحدودِ

أو تُجنِّسونَ الحُضورَ في مُؤشِّرٍ رقَميٍّ

تُرسلونَ القارّاتِ في حوالةٍ هاتفيّةٍ

وربّما تحنونَ رُؤوسَ الأمواجِ

إبريقاً لِسَقْيِ اليبابِ سمَكاً مِنْ أوهامٍ.

 

العالَمُ قَبْضُ بلاغتكُمْ

حيثُ تعني لكُم الأشرعةُ

هواءً نشيطاً فحسبُ

ويعني لكُم الشّتاءُ

مِعطفاً كالحاً في مُستنقعٍ.

 

أنتُم سادةُ نصٍّ

يتبَعُ المُموِّلَ الهُلاميَّ

أنتُم عُملاءُ حقيقةٍ

على قدِّ الرُّكودِ النّاهدِ كصخرةٍ.

 

تتملّصونَ ممَا جرى في حدائق الرّواياتِ، مُتجاهلينَ الآتيَ الغامضَ…

بعدَ سطرينِ وبضعِ بتلاتٍأ لصقتْها الرّيحُ بالجدارِ..

يقبَعُ الضّوءُ بائساً تحتَ أظافركُم، ولا تُحرِّكُ فيكُم الأحداثُ

مُفردةً واحدةً مُغايِرةً…

 

/ كأنّكُم تزدادونَ قِصَراً

في الدّلالاتِ

أو كأنَّ انسحابَكُم

آخرُ ديكٍ حيٍّ لدى البائعِ/

-مُتناسينَ كُلَّ عصيانٍ في التّأويلاتِ

يحبسُهُم دورانُ الأرضِ

في لُهاثِهِ

وتُهيلُ الجاذبيّةُ التُّرابَ

على مَحاجرِهمْ

تتشرّدُ أيّامُهُم

هامِشاً هامِشاً

غير آبهينَ بما طواهُ النِّسيانُ تحتَ مَنطوقٍ باذخٍ

أو بما فتَحَتْ فضائحُ الصّباحِ دفاترَهُم عليهِ

ليُسائلوا الوُجودَ عَنْ مَراميهِ في الخُطى:

 

]مَنْ سيجرؤُ يوماً

على كتابةِ الهَمزةِ المُتطرِّفةِ

على جَناحِ عُصفورٍ..؟!![.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*