كيف أُخفي عليك شوقي : عثمان بوطسان – المغرب

عثمان بوطسان


وكيف أخفي عليكِ شوقي 
وأنا كالنّارِ في اضطرام 
قد أبدو في وجهي مبتسمًا
لكنّ قلبي كالغصنِ يَرْتَعِدُ
أرقدُ على رمادِ الفرحة 
وقد غاب غيابك وحل العَدَمُ
قل لي كيف أعيشُ بعيدًا عنكِ 
وروحُكِ استوطنتْ روحي 
فلا بكاءَ على طللٍ ولا ندمَ
أنا جريحُ ليلٍ سرمديٍّ
في وجهي تغيبُ الشّمسُ 
وفي عيني صرخةٌ تشتعلُ
رحلتِ عنّي وجاءَ اللّيلُ البهيمُ
يحملُ آياتِ العتابِ صامتًا 
وكأنّ الموتَ يدقُّ جرسَ الرّحيلِ
قد أبدو لكِ اليومَ سالمًا
لا خدشَ على قلبي ولا جرحَ
لكنّي كالقصيدةِ أبكي صامتًا 
وبي جرحٌ لا صوتَ له ولا أثرَ
قل لي أيّها الوردُ أينَ مسقطُ الرّوحْ
فهذا الجسدُ منهكٌ للصّراخِ لا يحتملُ
هل هناكَ مكانٌ أذهبُ إليه
لعلّني أصادفُ عطرَكْ فأكتملُ
كالوحدةِ تعقدُ قرانَها بالموتِ
بحرٌ هو الحلمُ في عينيكِ
ووردٌ من شدّةِ الألمِ يبتسمُ….

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*