صخور لاماسو:عبد الله سرمد الجميل – الموصل- العراق

2015-635836355778060331-806_main

عبد الله سرمد الجميل – الموصل- العراق

537245_10151242518151274_913525483_n

 

الصّخرةُ الأولى:

صخورٌعراقيّةٌ أبديّةُ العزاءِ ،

مُذْ ألصقَتِ النساءُ عليها صورَ أبنائِهنَّ المفقودينَ ،

*         

الصّخرةُ الثانيةُ:

ناياتُ الرّعاةِ تستحثُّ غبارَ الطَّلْعِ ،

غبارُ الطّلعِ يعلَقُ بأخاديدِ النّسيمِ ،

أخاديدُ النّسيمِ تنثُّ غبارَ الطّلعِ ،

هكذا تتزواجُ صخورُ نينوى ،

*

الصّخرةُ الثّالثةُ:

كلُّهم قالوا: إنّ المرأةَ التي اخترْتَها صخرةٌ لن تلينَ ،

بعدَ كذا من السّنينَ ،

كلُّهم زارُوني ليشاهدوا ويستافوا مُتْحَفَ الزّهورِ ،

الذي أنبَتَتْهُ يدايَ في شقوقِ تلكَ الصّخرةِ ،

*

الصّخرةُ الرّابعةُ:

كانت أحجارُ الجاهليّةِ تمسي جائعةً ،

لحينِ أن يَقْدَحَها حاتِمُ الطّائيُّ ،

فالنّارُ غذاءُ الصّخورِ ،

*         

الصّخرةُ الخامسةُ:

ما أكرمَ الطّبيعةَ ،

فهي تعاقبُ الصّخورَ الزّانيةَ ،

بأنْ تسلِّطَ عليها شلّالاتٍ تغسلُها من زبدِ الخيانةِ ،

*

الصّخرةُ السّادسةُ:

مثلَ صخرةٍ على حافّةِ بركانٍ أبداً تلفَحُنا الشّظايا ،

لكن سننسى إذا حطّت علينا فراشةٌ واحدةٌ ،

*

الصّخرةُ السّابعةُ:

صديقي رغمَ المحيطاتِ الفاصلةِ بينَنا ،

قفْ على دجلةَ وألقِ حجرةً ملوّنةً ،

ستصلُني وسأفهمُ بصماتِكَ عليها ،

*

الصّخرةُ الثّامنةُ:

حَسِبْتُ الصّخورَ الخضراءَ خُوَذاً لجنودٍ مفقودينَ ،

حسبْتُ الصّخورَ الشفَافةَ بطونَ حواملَ قد جفلْنَ ،

وحسبْتُ الحجرَ الكريمَ في قلادتِكِ قلوباً محنّطةً لعاشقينَ ،

 

 

تعليق واحد

  1. Mohamed Salah Ben Amor

    يا الله ..قصيدة ولا اجمل منها هذه الايام ..
    لو كان احباء الشعر يتابعون ما ينشر من شعر لقالوا بان القصيدة قطعة من كبد شاعر نحتها في الصخور التي تراءت له بقصصها المثيرة وتاريخها الطبيعي والحضاري…الى ان تصبح عنده خوذات جنود من بعيد ووهي لشفافيتها رؤوس نساء حبلى بالمستتقبل..
    لكن اي مستقبل هذا ….والطبيعة منذ الاف ااسنين تغسل خياناتنا بالشلالات التي تقدر على هزمها وتغييرها جلموديتها ..
    اي تاريخ هذا الذي تحمله كواهلنا ..ولا نفعل شيءا لتغيير ما بنيناه بانسانية جافة تقعدها مطامع البشر….الصخور.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*