شهيقٌ يتعتّقُ بينَ كأسينِ : شعر: ديمة محمود – مصر

ديمة-محمود

ديمة محمود – مصر

c19955d120d140a62c7cb9d987e63735errances

 
أَسـتـعيـدُ قيــثـارتـي الـقـديـمـةَ بِـغـبـارِهـا
ورائحـةِ تِــبغِــكَ الـمُـخـتـمِـرةِ
أُبـحـرُ في قـوافي الــهــذيــانِ الــعــاري 
إلاّ من صـوتِــكَ
وأُســدِلُ الـخـمــائــلَ 
إلاّ من الــشُّــرفــةِ الـتي وقــفَــتْ عـليهــا
آخــرُ قُــشــعــريــرةٍ ارتــدَتْــهـا عـيـنـاكَ 
عـلى مَـــرأىً مـن قُــبّــرةٍ ولــيــدةٍ 
اســتَـرقَـــتْ إلـيـنــا حـيـنَ صـــلاةٍ 
واســـتــوطــنــتـْــني 
    **** 
ذاتَ ثُـــمـالــــةٍ أَلَـــمَّـــتْ بـي
أتَــســلَّــلُ خِـــلــسـةً
عـلـى سُــلَّـمِ الـلُّـحُـــونِ 
وأذُوبُ بـيـنَ الــتّـقــاسـيـمِ 
فــلا أمــتـلـكُ الانــعــتـاقَ
ولا يَــتـمَـلَّــكُــنـي الــتّــوَحُّــدُ 
وأصــمُـــدُ فـي حَـــيْــرةٍ
أَتــأرجــحُ بـيـن كَـــأسـيــنِ: 
انــعـتـــاقٍ وتّـــوَحُّــدٍ! 
    ****
أتَــعـلّـــقُ فـــي مــــداراتِ الـــتّــصـوُّفِ
أتَــدَلَّــى بـيـنَ الأهــازيــجِ 
وأَرُوحُ أُردّدُكَ و أَرِدُكَ  
وأَعُـــبُّ كــلَّ الاجـــتــراراتِ
انعــتـاقــاً تِـلـوَ انعتاقٍ 
وفـي صَــيــرورةِ الــتــوَحُّـــد 
يَــبــطُـــلُ الــتــيَـمُّــمُ 
ومِــثـلُــه الانــعـتــاقُ
كلاهُما بــاطــلٌ إلا مِــنــكَ 
وأَهــلُ الانــعــتــاقِ أَدرَى 
بِــشِــعــابِ الـــتــوَحُّــدِ  
      ****    
نـاياتـي الـمُـتـربِّـصـةُ بــالأُفُــولِ 
تَـجُوبُ عُـبابَ تَـبَّـانـَـتـي المُتأَهِّـبةِ 
عـلى نَـواصي الـكَـرْمـةِ 
تـَخـتـالُ تـارةً وتـَـتــراجـعُ 
حـيـنَ عــاصـفــةٍ نَــشـْـوى 
لا تَــلْـــوِي عـلى فِـكـاك
حُــبلى بـأُهـزوجـةٍ ذاتَ خـريـفٍ 
ريــثـمــا يـَـمـَتــزجُ الــطّــيـنُ الــنّــاضـجُ 
بِـمـــاءِ الــمـطــرِ 
ونـكـهــةِ الـهــواءِ الـمُـتَـقَـطِّـرِ 
قَــطْـــرَ الــهُـــوَيــْـنَــى 
مِـن ثــنـايــا جــســدٍ عــارٍ 
لِــشـجــرةٍ تَـضُمُّ أغـصـانَـهــا 
اسـتـحـيــاءً فـي حَــضــرةِ الـقـمـرِ  
وهيبةً أمــامَ قـامَــةِ الــشّـمـس ِ
    ****    
ثَـمّــةَ كـَـمـانٌ يغـفـو في زاويــةِ الــمـقـعـدِ  
سَـنُكْـمـلُ تَـبـتُّــلَـنــا عـنـد نـواصِـيــه 
ثُـمّ نُــوقـظُ هُـدبَـيْـــهِ ذات تـَـشَـهُّــدٍ 
بـيـنـمـا تــذوبُ قــوافـيـنـا مـعـاً 
وتُـوَحِّــدُهـا مـَقـطـوعـةٌ قـصيـرةٌ لـم تَـتـَـشَــذّبْ  
تَــقُـصُّ عـمّـا اخـتـَمَــرَ 
فـي دُرجٍ خــشـبـيٍّ يـَـــدُهُ مـكـســورةٌ 
يتحيّنُ لِــيُـطــلَّ بــجَــذْوتِــه عـن كَــــثـَــــبٍ 
ويـمـلأُ رئــتــيْــهِ بِـشــهـيـقٍ يـزدحمُ فـيــه
الــطَــيُّـــونُ  بِـالــبـيْـلَـسـانِ  
فـي أَكْــنـافِ زهـرِ الـلّيمون 
لـكنّهُ مـازالَ فـي الـجـِـرار يـَـتَعَـتّق!
 

تعليق واحد

  1. Mohamed Ben Rejeb
    قصيدة جميلة موحية….صورها مغلفة بورق قوي الكثافة الا انه حافظ على اثارة شفيفة…وايحاءات تبوح بمشهد تاثث على لقاء جارف…وعواطف متدفقة الى حد الشهيق

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*