بعضي يكسّرٌ بعضي: شعر: زهور العربي – تونس

12063693_946274295419802_7912155905693166795_n

زهور العربي – تونس

 
كأنّ النّبضَ عاقٌّ
ينشِزُ على لحنِ الحياةِ
كأنّ ماءَ البوحِ يَحيدُ عن مجراهُ
كأنّ الطّفلةَ الملتحِمةَ بي فجأةً …
هرِمتَ
كأنّ الصّباحاتِ تصادرُ أنفاسي
خاويةً باتتْ بيوتُ القصيدةِ
فَراشُ المعنى ظمآنُ يهيمُ في براري الخَواءِ
يلاحقُ ربيعًا مرتدًّا
والوقتُ أفعى جشِعةً تتربّصُ بعُشبةِ الخلودِ
كيفَ الارتواءُ وثديُ الغيم طامحٌ!
آهٍ يا ظمئي ،يا وجعي المعتَّقَ
كأنّ بعضي يكسّرُ بعضي
أكادُ أسمعُ طقطقةَ عظامي
أكادُ ألمحُ النّبضَ يفرُّ من أعشاشِ القلبِ أسرابًا
مرهَقةٌ روحي الحبيسةُ
يضيقُ الوعاءُ بكلّي
بالنّبضِ الجاحدِ
بالأفكارِ المكتظّةِ في جمجمتي
بالأحلامِ الموءودةِ في المهدِ
برمادِ الذّكرى المكوّمِ على الصّدرِ
يعصِرُ رئتي
إلى أينَ أمضي برأسي الذي يُثقلُني ؟
بهامتي التي تغازلُ الشُّهُبَ؟
سفرٌ في التّيهاءِ بلا بوصلةٍ يراودني
سفرٌ بأجنحةٍ وهبتْ ريشَها للرّيحِ يُغويني
يغتالني الصّخبُ المأجورُ
يقوّضُ في العمقِ أركانَ السّكينةِ
ظلّي يهزِمُني
يخونُني هذا الظّلُّ الجاحدُ
يعكسُني انكسارًا لا يحملُ جيناتي
تُنكرُني مرايا الشّفقِ
وفي سماءِ الصّدرِ يستوطنُ “برومثيوسُ “
كأنّ بعضي سعيرٌ يلتهمُ بعضي
ها أنا…. يا أنا
بالجمرِ المقدّسِ المتأجّجِ بينَ حنايا الضّلوعِ
أُوقِدُ نارَ الحربِ على ظلّي

2 تعليقان

  1. ادهم المسلماني

    راااااااااااااااااااااااااااااائعه اختي زهور

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*