حبٌّ في زمنِ الإسبرسّو: راشيل الشّدياق – بيروت – لبنان

12722058_10208811235307686_317298833_n

راشيل الشّدياق – بيروت – لبنان

stock-photo-56367152-immersed-in-her-latest-project

في هذه اللّحظةِ أبسِمُ لليالٍ ما سادَها نعاسٌ ولا شابَها حزنٌ… لصورةٍ أولى لك تخبرُني من تعابيرِ وجهِكَ كم يعني لكَ وجودي… لنشوةٍ مرّت كهديّةِ باقةٍ تحملُ لي ألبوماً يكرّرُكَ بعدّةِ ألوانٍ وأريجُها الاستثنائيُّ طاغٍ يفتكُ بمحبّة… لولادةِ القصائدِ وتقلّبِها، القصائد التي تتخبّطُ كمرتزقةٍ بين أيدينا، في حربٍ تشاء ونشاء ضمنياً أن تنتهي، أن ترسوَ على سلام،ٍ أو على استسلامٍ…

أخبِرْ نفسَكَ (كم هو شهيٌّ رحيقُ استسلامي وكم هي لذيذة غفوتي بين يديك… وكم هو خارقٌ ما يتركُهُ دوماً فيَّ من قوّة…)
أعودُ فأبسِم… لصفحةِ الوجعِ تجمعُنا لنشرذمَها بعنفوانِ صخرتَيْن… لحينِ نُغيظُ نحنُ الاثنينِ الموتَ بتناسيهِ عُنوةً ونعيشُ أحلكَ لياليهِ مطمئنَّيْن… لا من شيءٍ سوى من الاكتفاءٍ بكلمة… مخبّئٍ فيها ألفُ سطرٍ وحكايةٍ يتيمةٍ بلا نهاية…

ولتلكَ “اللّقلقاتِ” الطّفوليّة… و”للمخانقاتِ”… وللقدرِ الغدّارِ… وللأحلامِ وانهمارِ الأنوار… ولاندفاعيَ وانكفائِكَ… ولهجومِكَ واختبائي… وللدّفءِ المسروقِ وللبردِ الجاني… ولغطرستِكَ ونكدي…

وللبعدِ المميتِ المُقرِّبِ….

وللغيرةِ وخطوِكَ نحوي… ولِنحتِ حكمتي…

وللإحساسِ بكِ… لشعورِكَ بي… وللحاسّةِ السّادسةِ تخترقُ روحي… تتركني أسيرةَ الوعي واللاوعي…

كيفَ يكونُ الحبُّ إن لم يكنْ هكذا؟

بسيطاً يحبو كطفلٍ ما بينَ قلبكَ وقلبي

أكتبُ وأكتبُ… وأبقى في مكاني…

أهابُ قُبلتي… أخافُ خطوتي… وأتخيّلُكَ…قادماً نحوي… تبسِمُ لي فأغرَقُ في دمعي، وأركضُ إليكَ وبذراعيكَ أحتمي… أضيعُ لأنّني بهذهِ اللّحظةِ قد وجدْتُني… أو ربّما لا أدمع… بلْ يأخذُني ضحكٌ هِستيريٌّ… ضحكُ امرأةٍ ما عادَتْ تصدّقُ أنَّ القَدرَ كريمٌ فوقعَتْ في حبائلِ جودِهِ… وتحتارُ حينَها بردِّ فعلي… وأكونُ مضطربةً ولا أحكي… لكنّني أغمرُكَ بعيني… وأحبُّكَ بارتباكِ يدي… وأطبعُكَ بلهفتي في داخلي متحسّسةً تفاصيلَكَ بكلِّ حواسي، تماماً كعمياءَ تحاولُ زرعَ صورةٍ لمعشوقٍ يأسِرُها عطرُه…
وما كنتُ في الحالتين سأتكلّمُ… فما لم تعرفْهُ عنّي هوَ أنّني، حينَ تحضُرُ، أكرهُ الكلام. لا لخجلٍ، لا لانطوائيّةٍ، لا لمللٍ أو لتشييدِ أسواري، بل لأتناثرَ عناقاً لكلّ رفّةٍ في أحاديثِكَ، وأتوهَ عنوةً في وشوشاتِكَ ودُعاباتِكَ، وأشبِعَ هذيان صومِيَ عنكَ بثقافتِكَ تفتحُ لي بين الحينِ والآخرِ نوافذَ بوحِكَ والمستورِ فيكَ فتئنُّ أسرارُكَ… فتجدُني ولا تجدُني… وتغفو أنتَ وأبقى أنا ممدّدةً على الأرقِ… ومِن كفايتي أبسِم…
أينني الآن؟ لا تسَلْ

لمَ اليوم؟

ربّما لأنّ رصاصتي الأخيرةَ فارغةٌ ومِمحاتي ما عادَتْ تتحمّلُ مزاجيّة اعترافي…

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*