حوار مع الشّاعرة السّوريّة ليندا عبد الباقي : أجراه محمّد حبيب مهدي – بغداد – العراق

10563189_493686364109417_2398895951779381340_n

لشّاعرة السّوريّة ليندا عبد الباقي

217872_119768781501179_139699568_n

لشّاعرة السّوريّة ليندا عبد الباقي في منتداها الأدبي

12144801_731552626989455_7140341938724283172_n

تقول الشاعرة السورية ليندا عبد الباقي بمناسبة صدور مجموعتها الشعرية الجديدة الموسومة بعلى سرير يقظتي

: ” القصيدة مرآة نفسي.. وسرير يقظتي”.

 

لليندا عبد الباقي ستّ مجاميع شعرية ودار نشر ومنتدى أدبي يلتئم مرة كل شهر ،ترأس جمعية اسمها جمعية النّقاء الثقافية ،تعيش اليوم كباقي أبناء شعبها في ظل الأحداث الأليمة التي فرضتها الحرب والتي ما انفكت تحصد الأرواح بالآلاف في هذا البلد الذي كان حتى عهد قريب يُضرب به المثل في التعايش بين الأعراق والأديان والذي أشع طويلا ولا يزال على الثقافة العربية من المحيط الى الخليج، بفضل ما أنجبه من مبدعين أفذاذ في مختلف الفنون والآداب.
ليندا عبد الباقي هي هذه الشاعرة الرقيقة التي تحمل هموم بلادها -وهي تنظر إليها تتلوى من الألم- والتي تبرق من بين جفنيها الدمعة والأحرف الخرساء في آن واحد.
بمناسبة إصدارها مجموعتها الشعرية الأخيرة على سرير يقظتي التقينا بها فكان لنا معها هذا الحوارالشّائق:

 

* ما هي الرسالة التي أردت أن تبلّغيها في مجموعتك الشعرية الأخيرة على سرير يقظتي ؟

ـــ على سرير يقظتي هي مجموعتي الشعرية السادسة. وقد سبقتها المجموعات التالية : وردة النار، لمن ينحني الحور، أغنية لمساء أخير، يخاصرني الاخضرار، صهيل صمتي.وهي ككل مجموعاتي عبارة عن بوح وجداني ذاتي يدوّن أسرار قلبي وعقلي بكيمياء لغوية تميل أحيانا إلى الغموض وأقيم لهاطقسا تعبديا مهيبا احتفالا بالروح التي تنهض بالذات الإنسانية لترقى فوق الجسد .أتعامل مع الحسي والروحي معا لإكساب نصي ما يلزم من التوهج. فقصيدتي هي مرآة نفسي وسرير يقظتي وروحي الحالمة. و شعري هو لغة شعورية توظف الحواس لخدمة الإحساس .

* ما الشعر في رأيك ؟!

ــ الشعر هو الحالة التي تنهمر فيها الحروف لتنبت القصيدة، تلك التي تسحرك بقوامها ورشاقتها ورقتها وتحملك على أجنحتها إلى سماء ثامنة .الشعر هو أغنى لحظات الحياة بأغنى لغة .الشعر كشف للمجهول لا تعريف بالمعروف.
الشعر نبض قوي خفّاق، تستفيق له النفوس الميتة، يستمد خاصيته من الجمال .وهو كفاح ضد تكلس اللّغة وزرع لأجنة جديدة فيها كمرايا ساطعة تعيد بهاءها .

* لمن تقولين الشعر؟

ـــ قصيدتي بوحٌ وجداني، يبدأ بالهم الذاتي وينتهي بالهم الجمعي ، لا أستطيع تفصيل قصيدتي على مقاس المناسبات لكن المتلقي هو التربة الخصبة لإنعاش حياة قصيدتي. وهناك اختلاف شديد بين شاعر النخبة والشاعر الشعبي. فأنا أكتب لجمهور النخبة إذ يهمني الكيف لا الكم .

* هل أنت واثقة من وجود متلقين بالعدد الكافي يصغون إلى شعرك ، خصوصا ونحن نعيش في عالم يكاد يخلو من الشعر ؟

ــ كل الثقة ، بل هناك من ينتظر حروفي ويتفاعل معها . ووجود وسائل التواصل الاجتماعي قد عزز هذا التفاعل, وأظنك وصلتك حروفي وَعَرَفتَني من خلالها. وقد حلّقت بالفكرة ومعها، ليمنحني الشعر هوية هي هوية شاعرة.

كيف تحشدين هَمْكِ الشعري لِما يجري في بلدكِ الجريح في سوريا ؟

ــ عندما يكون الشعر بوحا فلا مناص من أن يكون بمنزلة الصرخة من الألم المتأتي من جراح الوطن ونزيف دمائه وأشلاء أبنائه المتناثرة على جبال الياسمين .لقد كانت أصوات الشعراء في ما مضى صاخبة، مدوية. لكن الإرهاب والقتل والخيانات أحلت محلها للأسف أزيز الرصاص وفرقعة القنابل.
إن الشعر في الأصل بلسم يشفي النفوس وغذاء فكري يهذب العقول ولغة ساحرة تحوّل القلوب إلى مراع خصبة للحب والجمال .وبكل صراحة أقول: لو كان هناك دور مهم ، حقيقي للثقافة والشعر والموسيقى والإبداع الفني بكل أشكاله في مجتمعاتنا العربية لما حلت بنا النكبات الحالية.

* هل يكفي أن يكون الشعر سلاح المرأة . فهناك شاعرات يغرّدن خارج السرب بجمالهن لا بقصائدهن فيغوين المتلقي . فما رأيك في هذه الظاهرة ؟

ــ إذا اعتبرنا السجال الثقافي معركة فكرية فالسلاح الأهم هو ثقافة المرأة ووعيها وذكاؤها الذي يصقل شعرها ويكوّن شخصيتها الأدبية الأكثر نضجاً، تلك التي تغرّد داخل السرب الثقافي لا خارجه.أما ما دون ذلك فطفرات او فقّاعات أو دمى صعدت بأنفاس الرجل وتهاوت بزفراته . وهو الوجه المشوّه للشعر الذي جعل المتلقي يبتعد عنه ولا يثق بقدراته .وهذا لا ينفي وجود أسماء شعرية نسائية مهمة في الوطن العربي . وفي سوريا للشاعرات وجود وكيان شعري بعيد كل البعد عما ذكرت ، ومعظم قصائد الشعراء باذخة الأنوثة وقوامها المرأة.
.

* ما رأيك في الحركة الشعرية النسوية في الوقت الحالي خصوصا وأنت صاحبة دار نشر ؟

ــ أؤمن بالشعر النسوي والأدب النسوي، لأن المرأة هي الأكثر معاناة على كل الأصعدة ، وخاصة المرأة السورية خلال الأزمة. فكانت ولا تزال تحارب على كل الجبهات ، هذا الألم وهذه المعاناة تخلقان شعراً صادقا مؤثراً. وقد ظهرت في الساحة الأدبية شاعرات كثيرات لكني لا أريد ذكر أسماء حتى لا أنسى بعض من تستحق الذكر.

* ما هي مشروعاتك في المستقبل القريب ؟

ــ ترجم لي البروفسور التونسي محمد صالح بن عمر ديوانا بالفرنسية سيصدر قريبا عن ( دار أدليفر ) الفرنسية . وستقيم ( دار ليندا ) معرضا للكتاب في المركز الثقافي العربي بالسويداء وعلى هامش المعرض سينتظم حفل توقيع لبعض الكتب التي أصدرتها الدار مؤخراً ، كما سينتظم في (مركز أبو رمانة ) في دمشق الشهر القادم حفل توقيع لديواني على سرير يقظتي . وكذلك سأقيم حفل إشهار لجمعية النقاء الثقافية التي أسستها منذ فترة قصيرة وهي تعنى بكل ألوان الثقافة. أما في منتداي الأدبي فستلتقي كالعادة في  الشهر القادم عدةّ أصوات أدبية مهمة.

.

تعليق واحد

  1. Mohamed Salah Ben Amor

    Nazar Ahmed Fars
    تحياتي لك وللشاعرة والأديبة الشفافة ليندا عبد الباقي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*