قصيدة جديدة للشّاعر التّونسيّ محمّد بوحوش – توزر – تونس

محمّد بوحوش

 1- شَجرةٌ وَارفةٌ
وحَطّابٌ
يقطعُ الغُصنَ الأوّلَ والثَّاني في الأعْلى
ثمَّ يرفعُ غُصنيْن من الأسْفلِ
يجْمعُ الأغْصانَ الأرْبعةَ،
ويرْمِي بها في الموْقدِ:
لهيبٌ وطقطقةُ عِظامٍ،
ونارُ تحْمرُّ وتخْضرُّ
وتَصْفرُّ وتزْرقُّ
ثمَّ يَشْتعِلُ الحطّابُ والشَّجرةُ،
ويشْتعِلُ الكوْنُ شَيْبًا.

 *

2-عاريةٌ تمامًا،
ملْساءُ،
ببعْضِ النُّتوءاتِ،
مُشِعّةٌ، صلْبةٌ، رطْبةٌ
بيضاءُ بنمشٍ أسودَ،
واقفةٌ، صامِتةٌ
أرادَ أنْ يقولَ:
إنّها صخْرةٌ
لا أقلَّ ولا أكثرَ.

 *

3- كانتْ جُملةٌ،
مُجرّدَ جمْلةٍ:
الشّعبُ يريدُ إسقاطَ النّظامِ
اعتنقَها النّاسُ،
فصَارتْ صرْخةٌ
وصَارتْ ثوْرةٌ…
ثمَّ طَنينٌ وذُبابٌ.

 *

4- كانَ يحلمُ ببئْرٍ عَميقةٍ
وماءٍ زُلالٍ
لمــّا وجَدَ البئرَ
وقعَ فيهَا،
وهوَ يحاولُ بدلْوِ لسانهِ
جُرْعةَ ماءٍ.

 *

5- أفاقتْ منْ حُلمهَا
وظلّتْ تبْحثُ عنِ الثّاني
في الجسدِ السَّقيمِ:

كانتْ امرأةٌ بينَ احْتماليْنِ…
صارتْ امرأةٌ بنهْدٍ واحدٍ

وصدْرٍ أعْرجَ.

 *

6- ارْتطامٌ
صدًى،
ورَنينٌ:
إنّهُ سُقوطهُ
على رأسهِ،
واحْتراقهُ
علَى وهجِ المصْباحِ،
كم ْكانَ فَراشًا نزِقًا،
وهوَ يحاوِلُ، بلا أمَلٍ،
أغْنيةً صاخِبةً!.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*