محمّد بوحوش – توزر – تونس: قصص قصيرة جدّا

محمّد بوحوش

 

سقوط

فجأة سقط أمام واجهة دكّان بيع الملابس. لم يهتمّ به أحد، فظلّ بسرواله الجينز  وقميصه  الورديّ  ملقى على الرّصيف.

قلتُ في نفسي، متأسّفا لحاله: هل كان يجب طلب سيّارة إسعاف له؟

لكنّه بقي خجولا ساكنا لا يبالي ذاك المانيكان الّذي أعياه الوقوف فسقط سقوطا حرّا.

عفويّة

قلت لصديقي الأمريكيّ بعفويّة: لو أعلمتني بما تشتهر به أمريكا. فردّ مباشرة: بصناعة التّكنولوجيا. ثمّ أتمّ: وبم تشتهر بلدانكم العربيّة؟

تبسّمتُ، همهمت، وقلتُ: باستهلاك التكنولوجيا الّتي تنتجونها.

يوم مشهود

كان يوما مشهودا. نهضت صباحا فإذا أصوات أليفة تتعالى من بيوت الجيران كأنّها تتبادل رسائل الوداع.

هاجس في داخلي ردّد: مجزرة جماعيّة هذا الصّباح. قلبي يقول: يا له من عيد!

وجهة نظر

في امتحان الإنشاء العربيّ كتب الطّلبة ما به يتباهون  بوطنهم تونس. ‘ أنتَ أيضا كتبت شيئا جميلا ‘، قال لي المدرّس.

قلتُ: ‘قمّة السّعادة أن تولد  تونسيّا، وأنت  لا تملك من السّعادة شيئا’. ظلّ المدرّس يردّد ذلك قائلا: وجهة نظر على كلّ حال!.

قرار الإعدام

حين أتمّ القاضي تلاوة قرار الإعدام طلب منه المتّهم ‘جيم’ أن يدلي بكلمة واحدة. تلمّظ القاضي ريقه، وفرك يديه إلى أن قال المتّهم:

هناك خطأ لغويّ في نصّ القرار. تمنّى القاضي لو…. قبل فوات الأوان. نظر  في النصّ ، ثمّ نطق ب: السّجن مدى الحياة.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*