على كرسيِّ العُشْبِ: شعر: عادل مردان – البصرة – العراق

عادل مردان

تُهيّئُ الطبيعةُ كرسيَّ العشب
وأنا أنتبذُ في خلوتي
تلكَ الخمائلَ الباهرةَ
مادّاً برعشاتي إلى المجهولِ
أنادي على الشّريداتِ
لقد نَسينَني عند نبعِ الشّرقِ
ناهباً خطوتي خلف الضفائرِ الذّهبيّة
ألهثُ أبحَّ النداءِ
يا لحرصي
أسود الإزارْ
قِربةٌ على كتفهِ
وهو يثيرُ التْرابَ
في
طريقِ
الينابيعِ


أراني عندَ ذلكَ النبعِ
أمنحُ روحي لرقراقهِ
فأعرّجُ خلفَ ضَحكِ الشّريداتِ
اقترَبتْ شريدة من لهاثي
وصبّتْ نهدَها في فمي
بقيتُ على الدّربِ وحدي
لا لحيةَ تُشهرُني
والقناعةُ طارتْ مع الريحِ
عَرفتكَ يا نبعُ طفلاً
فها هو الكهلُ يلهثُ
كفاني لهاثاً أيّتها الشّريداتُ
تحاملتُ على نفسي
فخفنَ عَليّ
ثم هرعنَ إلى الدّربِ
يقرصنَ جوانحي بالنظرِ
حين توالتْ القرصاتُ
هبطتُ من نجمةِ انسراحي
─ ─ ─ ─ ─ ─ ─
─ ─ ─ ─ ─ ─ ─
─ ─ ─ ─ ─ ─ ─
أمام حياتي القديمةِ
جالساً على كرسيِّ العشبِ
أُهزهزُ
نفسي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*