وصايا لم يلتزم بها أحد : شعر: بشر شبيب – من دمشق مقيم في تركيا

بشر شبيب

 

في بلادٍ 

لا يكونُ الحبُّ فيها

كالهواءِ والمياهِ للكبيرِ والرضيع

كالطعامِ والكساءِ مطلبٌ شعبي 

وحقٌّ نصّهُ الدستورُ في شكلٍ بديع

في بلادٍ .. 

لا يكونُ الشعرُ فيها فاقعاً

في كلُّ بيتٍ، مثل أوعيةِ البنسفج

ومثل الوردِ في فصل الربيع

كلّما حاولتُ أن أفهمها أكثر

كلّما جرّبتُ أن أهواها أكثر

اكتشفتُ، أنني لا أستطيع

 

فأنا عندي قضايا الحبِّ والإبداعِ

مرسومٌ رئاسيٌّ وقانونٌ رشيد

غير مُجدٍ فيهِ طعنٌ، 

لا ولا استئنافُ مأمورٍ عنيد 

إنها كالطفلِ فينا .. في اعتقادي

جوهرٌ لا لن يضيع ..

وشؤونٌ لا تسيرُ وفقَ ما نحنُ نريد

إنها كاللَّهِ تكفي للجميع .. 

يا رفاقي إنها واللَّهِ من حقِّ الجميع

 

هذهِ الدنيا لديها كلُّ آياتِ الجمال

لديها كلُّ أسرارِ الوجود .. 

فاقرؤوا في كلِّ عامٍ أصدقائي لو كتاب

احفظوا لو صفحتينِ عن هواياتِ الحمام

عن حكايا العشقِ في عصرِ الحروب

واكتبوا شعرًا إلى هذي الحياة

أحبّوها كما لا لم تحبّوا قبلها، 

واشلحوا أثوابكم، وامشوا عُراةً ثمَّ ذوبوا 

لو ثوانٍ في جنانِها لو ثوان، 

كالأغاني والموسيقى والنشيد

كالصباحِ والمساءِ والأماني 

تولدُ في كلِّ يومٍ في البعيد

 

لا تكونوا في منصّاتِ التواصلِ كالذباب

قد تحلّلنا وذُبنا في فضائها

مثل أعوادِ الثقاب ..

لم نعد، نحنُ أصحابَ القرار

وشعوبُ الأرضِ لا تعرفنا

إننا صرنا ضباب

 

لا تصيروا في الحياةِ .. أصدقائي 

أعدى أعداءِ الربيع ..

لا تكونوا يا رفاقي مثل أبوابِ الحديد

حاولوا أن تبقوا دومًا مثلما جئتم إليها

أبرياءَ كالبنفسج .. 

دافئينَ مثل شريانِ الوريد 

أصدقاءَ للحياةِ والجمالِ 

أصدقاءَ رائعين 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*