ندوة عن الشّاعر التّونسيّ الرّاحل جعفر ماجد تنظّمها دار إشراق للنّشر ومجلّة مشارف الالكترونيّة بنادي جمعيّة قدماء تلاميذ المدرسة الصّادقيّة : زهور العربي – تونس

يوم السبت 4  جانفي   الجاري كان لي شرف المشاركة في الندوة الفكرية الثالثة تحت إشراف دار إشراق للنّشر ومجلّة مشارف الالكترونيّة وهي ندوات فكرية أدبية يعدّ لها الناقد والمترجم التونسي محمد صالح بن عمر ، هذا الرجل المثقف الذي اسماه جعفر ماجد خادم الأدب يحمل مشروعا أدبيا فكريّا وثقافيّا بصفة أشمل ،مشروعا بإمكانياته الخاصّة ودون مساعدة من وزارة الثقافة لكنه يجنّد كل أفراد عائلته لتأمين اللقاءات في أحسن الظّروف ويدفع مستحقات المشاركين وبعد ذلك يصدر كتاب الندوة الذي  يضم كل المداخلات  مع صورة للكاتب الذي أُحتُفيَ به.
وبرغم الظّرف العصيب الذي تمرّ به كلّ العائلة بعد رحيل أنس الابن الأكبر رحمه الله ،والذي شارك معنا في الندوة الثانية يوم 5جانفي 2019 وكان شابا هادئا ودودا مع كل الحاضرين  وهو يلتقط لنا الصّور ويوثق للقاء ،لذلك تأثرت والدته لمّا دخلت مقر جمعية قدماء الصادقيّة وقد استحضرت طيف ابنها فيه فانهارت باكية وقد لسعت قلبها المكلوم برودة المكان ولم تحتمل وجع الذكرى فغادرت المكان…
وبرغم مسحة الحزن التي خيمت على المكان أنجزت كل الجلسات الخاصة بالنّدوة الفكريّة بمشاركة النقاد عمر حفيظ ومنوبية بن غذاهم ومحمد المي ومصطفى الكيلاني وفوزية الصفار ومصطفى المدائني ونسرين السّنوسي وتخلّلت المداخلات قراءات شعريّة لمحمد الهادي جاءبالله وسلوى الرابحي وزهور العربي.
أما المداخلة التي شدت اهتمام الجميع فكانت شهادة ابن جعفر معز ماجد التي تحدث فيها عن والده وذكريات جمعتهما بكل شفافية وصدق وهو شاعر مائز يكتب باللغة الفرنسية هروبا من لعنة الأب أو خروجا عن جبة الشاعر الأب لإثبات الكيان بمجهود ذاتيّ.
لقد سعى الناقد محمد صالح الى تقديم منجز جعفر ماجد الأدبي وسلط الضوء على بعض الأحداث التي جمعتهما فكريّا وثقافيّا وإنسانيّا وكانت شهادة محمد المي مرآة عاكسة قرّبت لنا الرجل شاعرا ومسؤولا ومواطنا وقيروانيّا خالصا .
ولقد واكب الندوة عدد غفير من المهتمّين بالشعر وأفراد من عائلة ماجد ،وفي اختتام اللقاء أعلن الأستاذ محمد صالح عن الندوة القادمة إن شاء الله مجدّدا العهد مع الأدب التّونسي تخليدا لمن رحلوا ، واحتفاء بمنجزهم ووفاء لكراهم .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*