أخي أنت :شعر: علي كرامتي – قرطاج الياسمينة – تونس

علي كرامتي

 

أخِي أنتَ
وأنتَ أخِي
معًا نَبْنِي الحياةَ و نَسْمِل الظّلمَ
ونركبُ صهوةَ الآمالِ جيلا بعْدَ جيلٍ
ونَزرعُ شَمْسَنَا تعويذةً للحبّ في جيد السّلام
نعمّرُ أرضنَا بيْتًا فبيتَا
ونلْعقُ حزنَ أمّتِنا الكسيرَهْ
معًا في الحبِّ في الأفراحِ في الأشلاءِ في الموْتَى
معًا و معًا نَظلُّ علَى الدّوامِ عَلى وِئامِ
ونَمْشي في حقولِ القمحِ و السّكرْ
على حدِّ اللّظى نـمْشي عَلى ضَحَكاتِ خِنْجَرْ
و في أنْحاءِ ملحمةٍ و ضِلعِ قَصيدَةٍ و بكاءِ دَفْترْ
و فِي أنْغامِ أغْنيةٍ
و فوِقَ عَمودِ شِعْرٍ نَستَريحُ منَ الرّحيلِ

أخِي أنتَ
أخِي في النّارِ في الأنوارِ في البُؤْسِ
فمَاذَا لوْ كَظمْنَا الغيظَ سُـمْنَا الأرضَ  حُبّا و اتّفَاقَا
هَدمْنَا مَنزلَ الأقنانِ و الرّقِّ
شَطَبْنَا مِنْ مَعَاجمِنَا عبِارَاتِ التّذلّلِ و التّظّلمِ و العُبوديّهْ
وأفْرغْنَا قنانِي الجوْرِ واللّهبِ
و فجّرْنَا سُدودَ السّلمِ و البَرْقِ
و مَاذا لو بقيتَ أخِي،
أخِي أنتَ
أ تَهجُرُنَا الأَماني أمْ يَجفُّ اللّحنُ و القَطْرُ؟
أ تمسِكُ شمْسُنا عنْ دقِّ بوّاباتِ عَالمِنَا؟
أ يوصِدُ دُونَنَا البَحْرُ
تَرانيمَ المياهِ و ضِحْكَة الآتِي؟
فمَاذَا لوْ تنَاسَتنِي البِحارُ
وَماذا لوْ تُهجِّرُنِي المَـجَاعَهْ
وَ تلْفُظُني الحَضَارَهْ
و مَاذا لوْ ذَوَى النُّوّارُ و انْتَحَرَ النَّهَارُ
ومَاذا لوْ تَهَاوَى الدّمعُ مِنْ عَيْنِي مَرَارَهْ
ومَاذا لو جَفَّ يَنْبُوعُ الهَوَى مَا بَيْنَ عَشْتَارَ وَ بَيْنِي
ولَوْ وَخَزَ العَمَى عَيْني
وَ مَاذَا لَوْ فَقدْتُ الثّوبَ و البَيْتَ
وَ ضيّعتُ الرّغيفَ و بِعْتُ نَعْلِي
وَ مَاذا لو تَعَفّنَتِ الدُّنَا حَوْلي
وَ صَارَ الغَيْمُ مَوْتَا
كَفَانِي أنْ تَظلّ أخِي
أَخِي أنْتَ

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*