وداعًا يا قدّيسةُ الياسمينِ : نور نديم عمران – اللاّذقيّة – سورية

نور نديم عمران

 

الرّسّامة الأمانيّة الرّاحلة أرسولا مانويلا

 

وأيّ كلام يمكن أن يقال في نعيك يا قدّيسة الألوان ..يا أختنا في الإنسانيّة وفي حربنا ضد الإرهاب..؟  تعجز الكلمات عن رثاء فنّانة مثل أرسولا مانويلا…تلك الفنّانة الألمانيّة التي تملك في روحها من العروبة أكثر ممّا يملكهالكثيرون..وكيف لا وهي تحارب منذ سبع سنوات الإرهاب من موقعها في ألمانيا وفي أوروبّا  كلّها بلوحاتها وإبداعها.. طلبت من الله أن يطيل عمرها لتأتي إلى سوريا وتتنشّق هواء دمشقها فحقّق سبحانه أمنيتها وجاءت متحمّلة مشقّة السّفر وأتعابها الصّحّيّة لتُمضي بسلام آخر بضعة أيام من عمرها في بلاد الياسمين،وتقيم آخر معارضها فيها كما تمنّت. فافتتح معرضها للسّلام في دار الأوبرا بريف دمشقفي  الثّامن من تشرين الأوّل؛لتفارق الحياة في اليوم الموالي ،بعد أن نشرت عطر محبّتها على كلّ من حضر و شاركها فرحها الأخير فكانت عروسا للسّلام و قد بدت صلبة وسعيدة وشعّت بالنّور كقدّيسة بعد أن قدّمت لوحات تفيض إنسانيّة ،صوّرت فيها وجع السّوريّين ودمار بلادهم في زمن الإرهاب…قدّمت تحية ملوّنة لشهداء الجيش وجرحاهكان حلمها أن تزور دمشق وفعلت…ورسمت دمشق بأسلوب  مذهل كما لو أنّها سوريّة الأصلواشتهت النّوم الأبديّ هنا…فنامت ودفنت في تراب كل حفنة منه امتزجت بدماء شهدائه الذي رسمتهم .. فنامي قريرة العين في تراب سورية وسمائها ولتظلّ روحك محلّقة بيننا تمنحنا كلّ الدّفء والألق وتحرس أحلام أحبّتك وعشّاق فنّك الإنسانيّ الرّاقي .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*