خارجَ التّغطيةِ : شعر : زهور العربي – تونس

 

على حيرةٍ يسألني بعضُ الرّفاقْ

أولئكَ الهائمونَ في وادي عبقرْ

التّائقونَ لعناقِ الشّعرِ

 في خمائلِ  الأمسياتْ

أينكِ يا سليلةَ الوردِ ؟

لمَ تحرمينا من أزاهيركِ الشّذياتْ ؟

لِمَ يخبو  نجمُكِ  كلّما  أقيمتْ أعراسُ القصيدِ

وشُرّعتْ بوابةُ اللّقاءاتْ ؟

يذبحني   نصلُ السّؤالْ

وتتّسعُ على كِبْــــــــرٍ مجرّاتُ

 صمتي

تهيّجُ  بين الضّلوعِ خيولَ عنادي  

وأشْمخُ عن كلِّ ردٍّ …

يُدحرجُني إلى  برَكِ الابتذالْ

أُدلّي أناملي شموسًا

تجهرُ عيونًا عشواواتْ

وأصهلُ ملءَ القوافي،

ملءَ الأنفاسْ  والنّبضُ مبعثرْ

في كلِّ شبرٍ من ترابِ الوطنْ

أنا  ،  ها هنا يا أخوةَ التّرابِ

خارجَ التّغطيةِ أطوفْ   

أقيمُ في الأبجديّةِ روحًا طليقًا  

أطرّزُ الخرابَ بصمغٍ عصيٍّ

وأهشُّ على الأمنياتِ بيراعِ  قَصبْ

هنا  عندَ سدرِة الضّادْ

أزقُّ قلوبَ الحيارى حبَّ النَّبقْ

أرصّعُ بتبرِ العشقِ تاجي  

وأسيّجُهُ صباحَ مساءَ بخيوطِ الشّفقْ

سيّدةَ الحضورِ برغمِ الغيابِ

 برغمِ أوجاعِ  هذا السّؤالِ

  يا  أخوةَ  الحرفِ والانتماءِ

أنا هنا  ما بينَ غيمٍ ونجمٍ أنادمُ بدرَ الدّجى

على قدحِ  مزنٍ زلالْ

وأزرعُ لواعجي  في صدرِ الصّدى

ومن ثغري الصّموتِ

أزخُّ الأنامَ بشهدِ الكلامْ

وإنّي هنا باقيةٌ على قيدِ الشّموخِ

 في لجّةِ البوحِ لؤلؤةً نادرةْ.

خارجَ التّغطيةِ 

يزيدُ وميضي   

 وأُعشي العيونَ من وراءِ 

حُجُبْ.    

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*