للمَغيبِ حَدبةٌ مُخيفةٌ :شعر: مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

مازن أكثم سليمان

 

ها نحنُ ذا

مُنسابِينَ كتيَّارٍ أعمى
مُتسلِّقِينَ الماءَ الصَّامدَ
هابطِينَ نحوَ المَنجمِ الخَرِفِ.

. . .

نردِّدُ:
ليتَ الفنَّ ينضَحُ بدربٍ بديلةٍ
ليتَ اللاشُعورَ يُغري الشُّعورَ بحُجْرةٍ خضراءَ.

. . .
أرضُنا – التي لفَظَتْنا –
تُفلِّي شَعْرَ الغُبارِ منَّا
وعُنوانُنا الدَّائمُ:

(صفرٌصفرٌصفرٌ،

دُوَّارُ الهِجاءِ،

شارعُ المَنفى،

كُهوفُ الزَّبَدْ..).

. . .

فلتركضُوا مَرفوعينَ على أسنَّةِ الشَّوقِ الفتَّاكِ،

مَحقونينَ بلوثةٍ غنائيَّةٍ لا اسمَ لها،

سائحينَ في طاولاتِ الزَّهْرِ الخَرساءِ.

 

. . .

للمَغيبِ حدْبةٌ مُخيفةٌ،
وللبُومِ زعانفُ مُدوَّنٌ عليها:

(لنا القبرُ دونَ العالَمينَ، أو القبرُ..؟!!).

. . .

– هل ثمَّةَ تحوُّلٌ آخِرَ الزُّقاقِ
أم مُجرَّدُ تغييرٍ دوريٍّ في تَصاريفِ الفَخِّ..؟!!

. . .

كأنَّنا عورةُ الفجرِ
أضفْناهُ لأرقامِ بطولاتِ أحلامِنا.

. . .
كأنَّنا طرَحْنا حكمةَ الوجودِ
مِنْ قواميسِ عظامِنا؛
فطرَحَتْنا الحياةُ مِنْ حُمولةِ شاحنَتِها.

. . .
وعُدْنا.. سِلالاً فارغة…
وعُدْنا.. مَصائِدَ
وعُدْنا.. طُيورُنا دَوائرُ العَجاج
وعُدْنا.. سُيوفُنا المطَرُ الأحمَرُ
سُلِّطَ علينا
:
/….. حديدٌ رماديٌّ + رُعبٌ مَذعورٌ + نهدٌ خاوٍ + هرولةٌ
جرباءُ + قافلةُ مُكسَّراتٍ لمُسامرةِ المُدُنِ اليابسةِ تحتَ جُلودِنا +
وطنٌ عظميٌّ انتشلَهُ شحَّاذٌ مِنْ كيسٍ مَثقوبٍ (واراهُ الفجيعةَ، وكانَ
الوقتُ مُنتصفَ الدَّمعةِ ) – أمنيةٌ في أرجوحةٍ – فرَحٌ أملسُ –
وهجٌ قمحيٌّ – قلْبٌ يمتطي نايَ القُبَلِ

=

لافتاتٌ تقتاتُ على نفْسِها
وخُطَى مُحاربينَ تترنَّحُ في كُساحِ الضَّوء../.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*