إنّها الحياةُ: شعر: علي غازي – بغداد – العراق

علي غازي

 


الانفعالُ ينحتُ الأفكارَ حتّى تحيا
تتحرّكُ داخلَنا
بينما يتجمّدُ كلُّ شيءِ .

جُملٌ تصُفُّ نفسَها في الوعيْ
تحتشدُ خوفاً من النّسيانِ ،
أيُّ كائنٍ هذا ! ينمو كوَرمٍ .
الموتُ لا يبتكرُ شيئاً جديداً .

أسيرُ متخبّطاً في دربٍ طويلٍ
هي هناكَ .. هي هنا
لا أملكُ أن ألمسَها ،
لا أملكُ أن أتوقّفَ
ألتفتُ وأنظرً ،
تبتعدً فأبصرُ ،
ألوّحُ لها ..
لا ألوّحُ بل أغرقُ *
أنا الجثّةً الأخيرةُ
في مستنقعٍ باردٍ ،بعيدٍ
كانوا هناكَ يبحثونَ عنّي ،
لمّا وجدوني لم يسعفْهم الوقتُ
لم يسعفْهم أن يحملوني ،
كانوا تسعةً.
لكنْ أنا الباقي
أنا الباقي مثل مالاّرميه ورامبرانت* *
دونَ أن أفهمَ ، تخبرُني دموعي :
أنّها الحياةُ ، ها هنا كانتْ .

…………….
* لا ألوّح بل أغرقُ : قصيدة لستيفي سمِث
ترجمة ماجد الحيدر .
** مالاّرميه : توفّي ابنه الوحيد  في الثّامنة من عمره.

***رامبرانت : توفّي ابنه في السّابعة والعشرين من عمره.


اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*