ويضيعُ التّرياقُ في أصابعِهمْ : شعر: محمّد بن رجب – قليبية – تونس

محمّد بن رجب

 

أحلامٌكَ تناثرتْ في تلافيفِ الكلامِ

عذبةً كانتْ

رفرفتْ في القلبِ

وأقامتْ في الكيانِ

ثمّ ثارتْ ثورتًها

إلى متى حلمُكَ يولدُ مريرًا

ليموتَ فورَ السّلامِ

وترقصُ مراكبُ أوباشِ الدّماءِ

في رحلةٍ هانئةٍ طويلةٍ

يتبعُها جميعُهمْ

لا قانونَ يسترُهمْ

تُعرّيهم الأباطيلُ والتّرّهاتُ

ويحميهمْ كبيرُهمْ هذا…

وقرصانُ البحارِ والأنواءِ

 وترحلُ الأماني

لا عودةَ لها

تغورُ في الأزمانِ ..

الأشجارُ ما عادتْ تموتُ واقفةً

ولا النّخلُ يحتفظُ بهامةِ الرّجالِ…

 تلاشتْ أناشيدي ..وتلكَ الأغاني

فلا الماءُ ماءٌ

ولا البحرُ لأهلِهِ

فلم تعدْ له حرماتٌ

خانتْهُ رياحُ الجبنِ ما كانتْ رياحَهُ

هي اليومَ سجّانةُ النّجومِ

وتعتّقُ العواصفَ البائراتِ

وتطلقُ الكلابَ السّائبةَ في الأفاقِ

فلا أوتادَ لسقفِ الشّعرِ

و لا بلادَ لمرتعِ الحبِّ

ضاعتِ المراتيجُ والمفاتيحُ

وأقامتِ الضّباعُ قصورّها على الجحورِ

وسكتَ الكلامُ

وارتحلَ السّلامُ…  

وأضاعَ التّاريخُ مجاديفَهُ

لمنْ يتقنُ السّردَ والأكاذيبَ

ويبني أسطورةَ الملاّحِ

الذي ضيّعَ المجاديفَ 

ولم يعرفِ الشّطآنَ…

 وعلا بناءُ النّفاقِ

فلا علاجَ لهم ..ولا دواءَ

تُخرجهمْ من الأبوابِ

يعودونَ لك من ثقبِ اللّصوصْ

يسرقونَ النّارَ

ويحلّقونَ بلا أجنحةٍ …بلا آفاقٍ

ويخطفونَ من المحبّينَ فرحتَهمْ

ومن المرضى شفاءَهم و التّرياقَ.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*