فصلُ السّهادِ : شعر: وليدة محمّد عنتابي – دمشق – سورية

وليدة محمّد عنتابي


على بابِ ليلكَ يجثو التّعلّلُ بالممكناتِ
يمدُّ يدينِ من السّهدِ
يرفعُ للنّايِ همسَ النّخيلِ
وليلُكَ ذاكَ الطّويلُ العليلُ
إذا ما تفرّدَ لحنُ التّجلّي
وأورفَ بينَ الرّوابي خمائلُ
من دندناتٍ وموجٍ
تؤبّدُ أسطورةً للخيالِ
لأنّكَ في برزخٍ من نبيذِ الثّواني
تعرّشُ أسطورة من وقيد الرّؤى
وترسمُ للقلبِ فجراً بهيّاً شهيّاً
وتطلقُ كلَّ الطّيورِ الحبيسةِ بين
الجوابِ وبينَ السّؤالِ
أراكَ بعينِ انجذابي وميضاً
تنزّلُ فوقَ ظلامِ المعيشِ
وبؤسِ المآلِ
وحيناً فحيناً
إذا ما تمدّدَ وقتٌ
يخاتلُ فينا اشتياقاً
تنازعَهُ البعدُ والخوفُ
حتّى تضاءلَ ثمّ استحالَ
بعيداً بعيداً …
وعيتكَ تفطمُ قلباً تأبّى
وعيناً تساقطَ منها الهيامُ
وتمسحُ ما خطّتهُ الأماني
بكفِّ التّجاهلِ
كفِّ التّراخي
وسِقْطِ الكلامِ
هو البعدُ والسّهدُ والآخرونَ
وهذي الشّراذمُ منْ كلِّ فجٍّ
تكاثرَ فيها الهراءُ المدجّجُ من باطلٍ
فأينَ الملاذُ
وأينَ السّلامُ.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*