الموتُ يزحفُ مُنتشِيًا بنا: ريتا الحكيم – اللاّذقية- سوريّة

صمتُ الأكوانِ تُعاقبُهُ ثرثرةُ الكلمةِ
وترميهِ بسهامِها النّارِيّةِ
تَحتَجِزُهُ في سراديبِ المعنى، أسيرًا
تحت قدميها، تسحقُهُ
فيغدو لُقمةً سائِغَةً لجيوشٍ مِنَ النّمْلِ تُرابطُ
على تُخومِ لِسانِهِ المُتشقّقِ
ربما تجتاحُ خزائنَ الفَقْدِ المُوصَدَةَ
وأنا على بُعْدِ أشواقٍ قليلةٍ منها
أُكَفّنُ اللحنَ الأخيرَ على سُلّمِ الحياةِ المُتداعي
أستمهلُ الأنفاسَ اللاّهِثةَ نَحْوَ الخَرابِ
التّفاصيلُ المُمِلّةُ تنشرُ الحِواراتِ العقيمةَ
على حبالِ الذّكرياتِ
أرنو إلى أطفالٍ خلتِ البيوتُ من عِطْرِ أجسادهِم
أقرأ أسماءَهم في إعلاناتٍ مُبَوّبةٍ:
مفقودونَ إلى أجَلٍ غيرِ مُسَمّى
مُجرّدُ أسماء
مُجَرّدُ صُوَرٍ باهِتةٍ بلا ملامحَ تُذْكَر
ينأى التّاريخُ بفِعلتِهِ
ويتنحى جانبًا
يُشيحُ ببصَرِهِ عن عيونِ الموتِ الفارِغَةِ
وعويلِهِ في مدافِنِ المدينةِ
ويبقى الحزنُ حارسًا على أشلاءِ فَرَحٍ اغتصبتْهُ الحربُ

وأنجبتْ منهُ مأساتَنا.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*