لم أعُدْ وحيدةً :شعر: ريتا الحكيم – اللاّذقيّة – سورية

ريتا الحكيم

 

النّافذةُ لو تكلّمتْ عنكَ لملأتْ فراغاتِ الكونِ

بأدَقّ تفاصيلكَ

حينَ تغفو وتصحو

حين تبكي وتسخرُ من استهجاني وأنا أسمعكَ

تُردّدُ بيأسِ مُحاربٍ عتيقٍ:

البلادُ لم تَعُدْ لنا ونحنُ لسنا لها

أمدّ لكَ يدي

أنشرُ ملامحكَ لتجفّ على أطرافِها

النّافذةُ كائنٌ من لحمٍ ودمٍ

شهدتْ لقاءاتِنا

باركتْ عناقَنا

وغضبتْ منّا حينَ اختلفنا على أولوياتِ السّلامِ

أمرّرُ يدي على جبينِ الوقتِ بحنانٍ يُشبهُ لحظةَ افترقنا

بينما ينتفضُ جسدي وأنا أحصي الشّاماتِ على وجهكَ

النّافذةُ تلك تشبهُ الزّمنَ الذي لن يأتيَ

حاملاً إيّاكَ على ظهرهِ غائبًا عنِ الوعيِ

أثبّتُكَ على جدارِ الانتظارِ

أتلو باسمكَ آياتٍ

أستنهضُ فيكَ الأنفاسَ

لن يصمدَ الجدارُ من ثقلِ الموتِ الآتي

وحدها النّافذةُ ستصرخُ في وجههِ

وتغلقُ دفّتيها بعنفٍ

كما أغلقت تلك الحربُ الحدودَ بيننا

سأبقى هُنا وأنتَ هُناك

نشدّ حبلَ الذّكرياتِ حولَ أعناقِنا

نهوي في النّسيانِ دفعةً واحدةً

ويبقى الجدارُ

وتبقى النافذةُ

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*