خصائص اللّغة العربيّة (7) : مطابقة العدد للمعدود في الجنس

هل نقول :  السَّمَكاتُ الثلاث والخِرْفانُ الثلاثةُ   ؟  أم هل نقول : السَّمَكاتُ الثلاثة و الخِرْفانُ الثلاثُ   ؟

أيْ  إننا إذا وصفنا المعدودَ بالعددِ فهل يطابقُه العددُ في التأنيث والتذكير ؟

 

الجواب :

 

إذا  جيء بالعدد لوصف المعدود فإنّه  حسب ما جاء في القرآن الكريم  لا يطابقه في الجنس نحو قوله تعالى ” تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ  ” ( الإسراء : 44 ) وقوله : ” وَلَيَالٍ عَشْرٍ “ ( الفجر : 2 ) .

لكنّ النّحاة البغداديّين – وهم متأخّرون إذ ظهروا بداية من أواخر القرن الثّالث الهجريّ –  ذهبوا إلى أنّ العدد  في هذه الحالة يجوز أن يطابق المعدودَ  وأن يخالفه  حسب مشيئة المتكلّم . وفي هذا  يقول  المحقّق العربي المعاصر محمّد محيي الدّين عبد الحميد أخذا بهذا المذهب :” الصّورة الثّانية: أن تَذْكُرَ المعدودَ ثمّ تصفه باسم العدد ، وهذه الصّورة تتجاذبها قاعدتان : الأولى قاعدةُ العدد مع المعدود وهي تقتضي تأنيثَ العدد مع المعدود المذكّر و عكسَهُ ، فتقول تطبيقاً لها (عندي رجالٌ ثلاثةٌ) و (عندي فتياتٌ ثلاثٌ) والقاعدة الثّانية قاعدةُ الصّفةِ مع الموصوف وهي تقتضي موافقةَ الصّفةِ للموصوف في التّذكير والتّأنيث ، فتقولَ تطبيقاً لها (عندي رجالٌ ثلاثٌ) و (عندي فتياتٌ ثلاثةٌ) .فلمّا تجاذبت هذه الصّورةَ قاعدةُ العدد مع المعدود وقاعدةُ النعت مع المنعوت جاز لك أن تُراعيَ الأولى فتؤنّثَ العددَ مع المعدود المذكّر وتذكِّرَ العددَ مع المعدود المؤنّث ، وجاز لك مراعاةُ الثّانيةِ فتذكِّرَ العددَ مع المعدود المذكّرِ وتؤنِّثَ العددَ مع المعدود المؤنّث”.

لكنّ هذا التّجويز لم يرد عن النّحاة  البصريّين والكوفيّين . وهو ،في تقديرنا، مُمتنِعٌ إذ لا تستسيغُ الأذنُ العربيّةُ  عبارةً مثل: المؤمنون الثّلاثُ  والمعلمّون الخمسُ . والأسلم أن نقول : المؤمنونَ الثّلاثةُ والمعلّمونَ الخمسةُ .

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*