يَوْمِيّاتُ ثَرْثَارٍ:الليلةُ الثّالثةعشرة: خاطرة : لطّوف العبد الله – كاتب خواطر سوريّ مقيم بتونس

لطّوف العبد الله

 

كُنّا في ضيافة الوزير، أبي عبدالله العارض. وكان زمنُه القرن الرّابع الهجري. امتطيتُ حاسوبي وهتكتُ بعدَ الزّمن بيني وبينهم، لأحضر جلسةَ التّوحيدي في الليلة الثّالثة عشرة من الإمتاع والمؤانسة.تلك التي كان موضوعُها: (أصنافُ العقولِ)، وحين بدأ الرّجلُ بالحديثِ عن الصنفِ الأوّل: الناسُ أصنافٌ في عقولِهم: فصِنفٌ عقولُهم مغمورة بشهواتِهم، فهم لا يُبصِرون بها إلاّ حظوظَهم المعجَّلة، فلذلك يكدّون في طلبها ونَيْلِها، ويستعينون بكلّ وُسْع وطاقة على الظَّفَر،انقطعتُ عن الاستماع فقد صارَ الذّهنُ شاردا بين الرؤى والمرئيّ فالأشياء متشابهة، فتركتُ قَرْنَهُم وعُدتُ إلى قَرْنِي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*