تراتيلُ النُّورِ: شعر : ريتا الحكيم – اللاّذقيّة- سورية

ريتا الحكيم

 

تَرنو إلينا صُوَرُنا العتيقةُ، نُناغيها بشَغَفِ عُشَّاقِ الأمسِ 

نَستجديها أزمِنتَنا الغابرةَ 

كأطفالٍ يعانقون خُبزَ الحياةِ على قارِعَة البُؤسِ

أقولُ لكَ، ولَظى الأنفاسِ الَّلاهثةِ

إلى النِّهاياتِ المحتومةِ، يُطَوِّقُني

أنِ ابتسمْ للوجوهِ، رُبَّما تكونُ فُرصتَكَ الأخيرةَ 

مَسِّدْ ضفائرَ اليقينِ، فُكَّ شرائِطَها 

وأسدِلْ خصلاتِ البوحِ على ضفَّتيهِ 

غلائِلَ مِنْ نورٍ 

مَنْ باستطاعتهِ أنْ يُخمِدَ شوقَ 

ذاكرةٍ وَلودٍ، تُغيظُ الزّهايمر في كلِّ اجتياحٍ 

تمشي خِلسةً على أطرافِ الضَّجَرِ 

تَحيكُ لهُ مِعطفاً وقُفَّازاتٍ 

وتَندَسُّ في أكمامِه، تعويذةَ غُفرانٍ 

لأيامِ قحطِ قادمةٍ 

ما زلتُ مُصِرَّةً على أنَّ الصَّمتَ كالغُبارِ على الصَّرخةِ 

وأنَّ الآتي لا يُشبِهُنا في شيءٍ 

كلُّ ما في الأمرِ أنَّنا نُوغلُ في مَمَرَّاتِ الكلمةِ 

ونتعثَّرُ بنقاطِها الباهِتَةِ 

ذاتَ انتظارٍ، أخبرتُكَ أنَّنا لنْ نجرُؤَ يوماً 

على ترويضِ فِتنةِ الزَّمنِ 

حين تضعُ ساقَها البضَّةَ على حُزنِنا العتيقِ وتُغويهِ 

فينسكبُ دمعُهُ على جُثثِ الفرحِ المُلقاةِ 

على عاتقِ القَدَرِ 

نغرسُ قُبُلاتِنا، شاماتٍ في عُنُقِ الوَداعِ 

نُقايضُها بالفائضِ مِن إجحافِ المَرايا، حينَ تلمحُ شُحوبَ 

الَّلحظةِ في ملامِحِنا الهاربةِ مِنْ مُلوحةِ الذِّكرياتِ 

وصدأ المسافاتِ 

تَحتضرُ خُزامى الرَّبيعِ الأخضرِ في دهاليزِ عِتابِنا المُرِّ

ونبقى عالِقَيْنِ في ثُقبِ الزَّوالِ، وصمةَ عِشقٍ 

تأبى الاعترافَ بالتَّاريخِ والجُّغرافيا 

نُرَدِّدُ نشيدَ الأناشيدِ على مسامعِ الضَّوءِ 

فينكسِرُ على حوافِّ الدَّهشةِ 

وبصوتٍ عالٍ، يهتفُ لنا: الحُبُّ دِينٌ؛ فاعتنقوه

هلِّلُويا! هلِّلُويا! هلِّلُويا!

الحُبُّ قامَ مِنِ بينِ الأمواتِ.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*