لقاء مع الفنّان التّونسيّ الشّابّ محمّد حلمي بن سعود حاوره: الصّادق القائدي – تونس

الصّادق القائدي

محمّد حلمي بن سعود

 
محمّد حلمي بن سعود شاب تونسيّ في مقتبل العمر متيّم بالموسيقى منذ طفولته الأولى .ومن هنا تعددت مواهبه. ذلك أنّه رام تجربة مسرحية ذات بال كتابة و إخراجا ثمّ انتقل بعد ذلك إلى السينما و الصورة الرقمية. وهذه التجربة  لقي فيها بعض النجاح و خيبة أمل في آن واحد .لكن ثقته العالية بمقدراته الشخصية دفعت به إلى عالم الحياة الأرحب.
التقيناه و أجرينا معه الحوار التّالي.

 
السّؤال 1:قبل البدء لو تقدم لنا نفسك؟
– حلمي بن سعود شاب تونسيّ عمري 33 سنة أقطن بمنطقة سيدي حسين.أعمل بشركة خاصة لإنتاج السينما تبث أفلاما قصيرة على الأنترنت.
– السؤال 2 : لو تحدثنا عن كيفية مجيئك  إلى عالم الفن ؟
كان ذلك بفضل أمي .وصورة ذلك أني شغفت بالاستماع إلى الموسيقى الشرقية بداية ثم التراثية التونسية.استمعت إلى رائعات ام كلثوم ونجاة الصغيرة و عيد الحليم دون أن أنسى الدبكة اللبنانية.أذكر أني سجلت صوتي في سن الخامسة  ثم استمتع بالاستماع إليه.عند ما بلغت الخادية عشرة  من عمري ركزت اهتمامي على آلة الكمنجة سنة 1996.
– السؤال3:لماذا آلة الكمنجة بالتحديد؟
– لأن أغلب الأغاني التي أستمع إليها تعتمد على هذه الالة…رحلة مصيرية بالنسبة إلي إذ  أن كل الفنون الأخرى تستقي أنغامها من الكمنجة.التوقيع بدوره كان يستهويني كثيرا.في تلك المرحلة سجلت بمعهد الموسيقى و الفنون الشعبية بسيدي صابر سنة 1997 و قضيت فيه 3 سنوات اختصاص عزف على الكمنجة.
– السؤال  4 :لنعد ألان إلى الفن المسرحي؟ كيف راودتك هذه الهواية التي أخذت بمجامع قلبك؟
– الموسيقى شكلت جحر الزاوية في اختياري عالم الدراما لأصقل موهبتي.
– السؤال 5 :احك لنا  عن سر هذا الدافع ؟
حدث إن قدمت عرضا أوليا بدار الثقافة البشير خريف  في حي الطيران سنة 1998 يحمل اسم”البخنوق” من التراث التونسي و في أثناء العرض لاحظت أن الحفلة لم تلفت انتباه الجمهور و لم يكترث بها  إطلاقا ،لخلوها من عنصر التجسيد الركحي .ذلك أنه في حاجة إلى الموسيقى ليكتمل العقد ، إذ التنغيم و الإيقاع  السمعي من شأنه إن يبعث في الدراما الروح و الحركة  لتبليغ المرسلة و المعنى المضمر في نفس المتفرج.
– سؤال  6:كيف سارت وتيرة هذه المرحلة الجديدة؟
– انضممت الى مسرح المدينة بئر الأحجار.فصدمت في البداية بعدم الانسجام مع الفريق لما وجدته من صعوبات في التواصل و التعامل  مع الآخرين ففضلت المغادرة.
سؤال 7 :حينئذ ماذا قررت؟
بقيت أفكر في إعداد عرض مسرحي  موسيقي بعنوان”ابن الشعب” بمعية بعض الأفراد لهم نفس الأهداف.وقدمت  العرض سنة 2001 بدار الثقافة”البشير خريف”.وكان من إنتاجي كتابة و إخراجا و تمثيلا  .فسررت بهذه النتائج لأنها لقيت نجاحا  باهرا لدى الحاضرين وكنت في منتهى  السعادة

– سؤال  8:صف لنا تجربتك بعد هذه التجربة المميزة؟
واصلت  الطريق نفسه و كلي أمل في النجاح  وكان لي ما أريد .فكتبت الدراما و التلحين  والسيناريو. و من هذه الأعمال   ما له صلة   بالتراث مثل “ين نشب”.”رجل خلف الستار”.”الحراثة”.
إني أحمل إستراتيجية  محددة لمعالجة  هذا الموضوع .فالتراث  الذي أضحى  بمنزلة الموضة  وشوه فنيا يتطلب منا معالجة أعمق لتخليصه من الطابع الفلكلوري  الساذج الذي يتجسد في  مجموعة من الكليشيات  الباهتة المكرورة  يرمى بها  إلى السخرية من اللهجات الدارجة  التونسية و الحال  أنهاثرية بالرموز الثقافية الحية.
وبعد تخرجي  في المعهد الموسيقي اختصاص كمنجة وجدت نفسي في عالم الرقص و التعبير الجسماني  المصحوب بالإيقاع.
من أهم اعمالي في هذا الصدد”رقصة العالم”  التي ضمنتها رسالة  سامية هي أن الإنسانية يتنافذ بعضها  مع بعض بواسطة الفن الذي أضحى جسرا بين سكان كوكب الأرض. و قد توسلت في إعمالي بالرمز لما له من قدرة خلاقة على طرح الاسئلة دعلى المتفرج لإيصال الرسالة.
إن الممثل الذي يأتي من المسرح ينجح في السينما لأن المسرح سابق تاريخيا للسينما.
و قد بين لنا حلمي  أيضا أنه ولج عالم الصورة و السنما و خاض تحربة الكتابة للشاشة.
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*