الأكاديميُّ في أُطروحاتِهِ الأخيرةِ : شعر: مازن أكثم سليمان – دمشق – سورية

مازن أكثم سليمان

 

[كُلُّ انشغالٍ

يتناقصُ

إلّا سِحْرُ المُغامَرة

تتمايَلُ الرُّوحُ

في هواءِ المَخاطِرِ

وتذرفُ العُيونُ مُشاغباتِها

نَصْلاً يُمَزِّقُ قوسَ قُزَحَ]

. . .

موجةُ تشبيهاتٍ ضرَبَتِ المُخيِّلةِ

مُستيقظاً في جَوْفِ حُروفٍ اهترَأتْ

مَذعوراً بما يكفي كَيْ تُدرِكَني الكآباتُ

الكَدَرُ جاوَرَ الهَمَّ ،جاوَرَ الحُزنَ

وأنا الخارِجُ من بينِ أكوامِ الكُتُبِ والأبحاثِ

تُسوِّرُني بذاءاتُ الطُّلّابِ

وبالكادِ أبلُغُ آخِرَ الشّهرِ

ببقايا ابتسامةٍ

وسَهْرَةٍ معَ مُريدينَ

تُقطِّعُني كالبَلْطةِ.

. . .

/يا مَنْ تميلُ إلى توَهانِ الأغاني الشَّريدةِ.. إلى واجهاتِ الزُّجاجِ في مقاهي التَّسكُّعِ.. إلى قوّةِ اليدِ المُلتفَّةِ على جُذوعِ الأشجارِ كنارٍ.. ومُراوَغة حنُوِّ الفراغِ بطائرةِ ورقٍ لا تكفُّ عن توليدِ الأخطاءِ بينَ الأرضِ والسَّماءِ/

. . .

. . . … مُموّهةٌ في صدري الأحاجي: أحتسي شرابَ الآنيِّ رعشَاتِ تلاشٍ.. الزَّوالُ شَعرةٌ مَنسيّةٌ في طريقِها إلى السُّقوطِ.. ولُغتي تتَّقِدُ على صَبيبِ المُوحشِ.. غصْتُ في غابةِ الوجودِ الأصفرِ.. وتنافَرْتُ معَ كُلِّ تأويلٍ مُستَرْخٍ على أريكةٍ.. حيثُما انسكَبَ غيرُ المُتَكَلَّمِ حرْفيّاً.. كخيانةٍ أصليّةٍ لموتِ اللهِ والإنسانِ..

 

/كَيْ أَعبُرَ

تلمَّسْتُ المِزاجَ الشعبيَّ

ومثَّلْتُ دورَ المُتآلِفِ

كَيْ يَستقبلوا هيئتي كمَوَّالٍ مَقذوفٍ مِنَ التُّراثِ/

. . .

… مادِحاً ثِقاتِ المُنظِّرينَ على وفاةِ الإيديولوجيا في مَماشي الأهلِ ومَراقِدِ الجيرانِ.. مُستشهِداً بطعنةِ الدِّيكتاتوريّاتِ وقد تقيَّحَتْ في الشّريطِ الأخباريِّ كَمَنْ يستبدِلُ شريطَ شَعْرِ الطّفولةِ بحَبْلِ مِشنقةٍ كونيٍّ..

. . .

مُقتصّاً مِنَ الغَدِ الهالِكِ مثلي:

آخذُ البيئةَ المَعطوبةَ في جيْبِ معطفي وأوَزِّعُها ديداناً على مَنابِرِ المُؤتمراتِ مُحتفياً بالباعِ الطَّويلِ للقذاراتِ وبدخول الحدَّادينَ في الحِدادِ وتنجيرِ النَّجارينَ لِنُعوشٍ تتفسَّخُ لحظةَ امتزاجِ طلقاتِ الرَّصاصِ بطلْقاتِ الحوامِلِ حيثُ الدِّيمقراطيَّةُ حَشوةٌ في حذاءِ الخُطَبِ الرَّعناءِ وحُقوقُ الإنسانِ مَرْهَمٌ حارِقٌ على جُلودِ العبيدِ وحيثُ المجتمعُ المدَنيُّ غزَلٌ مُفرِطٌ للقُرونِ الوسطى والرَّأسمالُ رَسَنُ الأحزابِ والنُّخَبِ المَشدودِ كسلاسلِ الكِلابِ في الأسواقِ..

. . .

/مُقتِّراً الضَّجيجَ والتَّحيّاتِ.. مُتْرَفاً بالأجنحةِ والظَّمَإِ .. سقَطَ نيزَكُ الهوى في قلبي.. وكانَ النَّهارُ مَرْبِضَ فَصْلِ الضَّجَرِ.. التقَيْتُ المُمرِّضةَ الحسناءَ في المَشرَحة.. استَلَمْتُ معَ جُثَّةِ القريبِ هديَّةً مِنَ الغيْبِ.. الْتَمَعَتْ في حَنجرَتي يُوتوبيا أقوامٍ بدائيّةٍ.. ومَسَّ أطرافيَ خدَرٌ كإشاراتٍ مُوغِلةٍ في مُمكِناتِ العسَلِ.. لتُصارِحَني بعدَ لأْيٍ: -أيُّها العاشِقُ الحائِرُ.. ثمَّةَ ما يُحرِّكُ البحرَ الآنَ.. المِلعقةُ زلزالٌ روحيٌّ.. والنَّوارِسُ حنينٌ إلى الأشرِعةِ/

. . .

-أنا عطْرُكِ

حينَ أكونُ جُمهورَ سُرَّتِكِ العريضَ

وحينَ تكونينَ بُخارَ شغَفي

أتلبَّسُ نهديْكِ

يُهرولانِ نحوَ المصيدةِ..

. . .

. . .

-لأناملِكِ مِدادُ الرَّعْدِ قبلَ الغمْرِ

ولخَصْرِكِ أبعادُ الشّمسِ الوارِفةِ

يتهيَّأُ ظَهْرُكِ لإطلاقِ خُيولي

وما بينَ فخذَيْكِ

تتَّسِعُ حدقَةُ الغرابةِ..

. . .

-والآنَ، ماذا نفعَلُ؟

-هل نتزوَّجُ؟

-لا مازالَ الفيْضُ فَضفاضاً

وخُيوطُ الدَّمِ مَشانِقُ للسَّأمِ

دعْنا نلهو كالقراصِنةِ الهوائيِّينَ

ونتلذَّذُ حيثُ يتوهُ القرَفُ العريقُ

بينَ عشرِ عَواصِمَ وكتيبةِ ساسةٍ:

-[أقنِعُكَ الآنَ بالفاني.. بأقاويلِ الرَّغبةِ.. وقِصَرِ عُمْرِ النِّداءاتِ. لديَّ ما يكفي مِنْ مالٍ وعُشّاقٍ؛ لكنَّني أبحَثُ في فَجْوَتي المُثقَّبةِ عنْ شريكٍ يُمطِرُني بالمرَحِ الرَّخيصِ..ببذاءاتِ الأخلاقِ.. والمَتاهاتِ في الدَّلالاتِ..]

. . .

[-أنا الذي أفنَيْتُ سَرابيْنِ في عُمري.. دُفِنْتُ طويلاً بينَ العِباراتِ.. ولم أُدقِّقْ في مِحْنةِ التأويلِ.. حتَّى أَوْثَقَ العُشبُ الضَّارُّ جسَدي بالنَّحيب. أنا الامتدادُ القاحِلُ للكراهيّةِ الحارّةِ.. الخطُّ الحاسِمُ على تكشيرةِ القيامةِ.. سأنتمي إلى الغُموضِ انتماءَ مَمسوسٍ بلا عودةٍ..]

. . .

[… الكحولُ كنايةٌ عَنِ المَجازِ المارِقِ كانتدابِ الشَّهوةِ في الأزقَّةِ المَسعورةِ.. كالاحتفاءِ بكُلِّ اختلافٍ مَلعونٍ، والاتّصالِ اللَّذيذِ معَ المافيا والمُتمرِّدينَ ذوي خصلاتِ الشَّعْرِ المَحبوكةِ حتّى أسفلِ الصُّدورِ.. كاستنشاقِ المُخدِّراتِ وحُمَّى الغيبوبةِ، أو عَقْرَبُ الجنسِ الوثنيِّ.. كتجارةِ السِّلاحِ وتهريبِ العُملةِ المُزوَّرةِ، ثُمَّ: أنْ يكونَ لنا مَدارُنا الخاصّ كأنْ نتنابَذَ بالأحقادِ، ونغتابَ كُلِّ استقرارٍ ماجدٍ.. كأنْ تَزِرَ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى، وأنْ نتخارَجَ بلا رَصانةٍ، أو نبنيَ بالمَكائدِ بلاداً هشَّةً رعناءَ، وأنْ نطوفَ كالمُتغافلينَ آخِذينَ الدُّنيا بالغَلَبَةِ كما نُريدُ..]

. . .

-كانَتِ الوِشايةُ وِشايةً

وكانَ العَدُوُّ مُتوَّجَاً بالإغراء.

احتفلا حتَّى الفجرِ

بمجونِ الصَّعلَكَةِ الشّارِدِ

وسُكارى جهنَّمَ في المَلاحِمِ

وكانَتْ أروَعُ أوقاتِ الحُبِّ

أنبياءَ مِنْ مِسْكٍ يطيشونَ

بينَ القلَقِ والرُّعْبِ والمَجهولِ..!!

. . .

. . .

-كانَتِ الحِكايةُ حِكايةً

وكانَ الشِّعْرُ شِعْراً

وفي البَعْثَراتِ النّابيةِ

لبَّيا دعوةَ المَكْرِ والاحتيالِ:

[أَغْوَتِ المُمرِّضَةُ أمينَ الصُّندوقِ، وكانَتِ الرَّواتِبُ مُحْتَشِدَةً كجيشٍ عارٍ، وكانَ الأكاديميُّ ينسُخُ المفاتيحَ تمهيداً للسَّرِقةِ، وقِيلَ: حدَثَتْ جريمةُ قتلٍ لَمْ يُكشَفْ عنها بعدُ..؟!!]

. . .

. . . – لا شيءَ مُؤكَّدٌ أيُّها المُقامِرونَ؛ لكِنْ بانتظارِ الشَّغَفِ العظيمِ أكمِلوا ألاعيبَكُم بتشفِّي البوهيميِّينَ مِنَ العقلِ، وولَعِ الحانقينَ بحرائقِ الحَدْسِ الأعوَرِ.. أكمِلوها؛ وعَرِّجوا على الجَساراتِ والهَلوساتِ، وهَسْتِروا بدفءٍ وأناةٍ:

[حتَّى لَوْ وَصَلَ القطارُ أخيراً

وكانَتِ المحطَّةُ كالعادَةِ

قد غادَرَتْ منذُ قليلٍ..!!].

 

مازن أكثم سليمان.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*