سؤالٌ يُقِضُّ وعدَ النّومِ : شعر : حسن حجازي – الدّارالبيضاء – المغرب

حسن حجازي

 سؤالٌ

لا أدري كم سيلزمُني
من الوقتِ المجتَزَإِ
من هذا العمرِ،
كي أتعلّمَ كيف أهزُّ ذيلي
جذلانَ بقدومِكَ وفي يدِكَ
أكياسٌ من الهوتْ دوغْ
وعُلَبِ الكورنِ فلايكسْ والبوبِ كورنْ
اللّذين أصبحتُ أُقبلُ عليهما
بعد أن فقدتُ معظمَ أسناني،
كم  من الوقتِ سأحتاجُ
حتّى أتعلّمَ رقصةَ الماءِ
في قعرِ أكواريومْ
أهدتْكَ إيّاهُ
سمكةُ أسقمريٍّ
شديدةُ الشّبهِ بي .!
             
  

 وعدٌ

كنتُ قد وعدتُ اللّيلَ
الذي لم يبلغِ الحلمَ بعدُ
أن أدسَّ في جحرِ الشّمسِ
رفاتَ تلك الغيمةِ
المشنوقةِ عندَ رتاجاتِ الغيابِ،
لم أَصْدُقِ اللّيلَ القولَ
فحلّتْ عليَّ لعنةُ الصّباحِ
بأنْ صارتْ لي سواعدُ طويلةٌ
أطاردُ بها السّاحراتِ
واليعاسيبَ والجرذانَ
وعينٌ ثالثةٌ أنفثُ منها النّارَ
و “دزّينةُ أرجلٍ لا تجيدُ سوى
الحفرِ في أعماقِ الوجعِ! 
    
                   
 نومٌ

وأنتَ تتهيّأُ للنّومِ،
لا تنسَ أن تكفكفَ 
دموعَ تماسيحِكَ الوديعةِ
ليس بأوراقِ الكلينيكسِ
التي باعتْكَ إيّاها
تلك الفتاةُ الإفريقيّةُ الجميلةُ
بنصفِ ثمنِها الحقيقيِّ،
بل بتلك الشّراشفِ الحريريّةِ
التي لم يُسعفْكَ راتبُكَ الهزيلُ
في اقتناءٍ ولو واحدةٍ منها
مع العلمِ أنّ حبيبتَكَ 
قد تفقدُ صوابَها  يوما مّا
إذا لم تنلْ ولو ذيلَ
ذلك القماشِ الذي
هو من خالصِ الحريرِ!

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*